حذرت تقارير استخباراتية من التقارب الذي بدأ يجمع بين قيادات التنظيمات الجهادية بالمغرب العربي، وتحديدا القيادات التي أعلنت ولاءها للبغدادي في العراق، حيث اعتبر توماس ساندرسون، الخبير الأمني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، من اتساع نفوذ «داعش» الذي يهدد دول شمال إفريقيا. وأضاف الخبير أن هذا التنظيم الإرهابي يحاول تجنيد مقاتلين في أكثر من بلد في جميع أنحاء العالم، موضحا أن التهديد يمس بالدرجة الأولى الجزائروتونس وليبيا والمغرب ودول الساحل الصحراوي. وتحاول التنظيمات الجهادية في دول المغرب العربي، عبر لقاءات سرية تمت، حسب ما نقلته تقارير أمنية في تونس وليبيا، بسط نفوذها وفرض سيطرتها لتحقيق أهدافها المتمثلة أساسا في إقامة الدولة الإسلامية بالمغرب العربي التي من المتوقع الإعلان عنها قريبا. حيث أوردت صحيفة «المحور الجزائرية»، في مستهل هذا الأسبوع، أن أبا عياض التونسي، زعيم أنصار الشريعة، التقى قبل أيام بدرنة الليبية مرفوقا بأبي بكر الحكيم، المتهم الرئيسي في اغتيال المناضل التونسي محمد البراهمي، عددا من مقاتلي داعش (الدولة الإسلامية بالعراق والشام) العائدين من جبهات القتال في سورياوالعراق لتشكيل قيادة موحدة للجماعة الإسلامية تحمل اسم «دامس» أي الدولة الإسلامية بالمغرب الإسلامي، وذلك بزعامة أبي عياض التونسي. وتعمل شخصيات جهادية نافذة على إذابة الخلاف بين قياديّيها وتجنب حرب زعامات، وخاصة تنظيم أنصار الشريعة الذي يحاول منافسة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يعيش واقع احتراب وانقسامات حادة وحرب زعامات بين أميره عبد القادر دروكدال ومختار بلمختار الذي انشق عنه وكوّن جماعة «الموقعون بالدم». وأمام تصدّع العلاقات واستفحال الصراعات بين قياديي تنظيم القاعدة، يحاول تنظيم أنصار الشريعة فرض سيطرته على المنطقة، وذلك بالاصطفاف إلى جانب «داعش» لتوحيد صفوف الجهاديين العائدين من سورياوالعراق، وتقوية نفوذه حتى يكون التنظيم الجهادي الأكثر اقتدارا في المغرب العربي، بقيادة موحدة تحمل اسم «دامس». وجدير بالذكر أن أبا عياض المرشح لزعامة «دامس» نشر في شهر يونيو الماضي، رسالة أشاد فيها بما قال: «بطولات المجاهدين بالعراق»، داعيا إلى حوار توافقي بين «الفصائل الجهادية». وجاء في الرسالة التي عنونت ب«من وحي فتوحات العراق»: «ندعو كل المتعاطفين ومشايخ وجنود التيار الجهادي إلى حُسن استغلال هذه «الفتوحات» في «تقريب وجهات النظر بين جميع الفصائل الجهادية التي تقاتل إعلاءً لكلمة التوحيد وسعيًا لتمكين الشريعة الإسلامية من أن تسود الأرض».