شهدت رحاب المدرسة الحسنية للأشغال العمومية بالدار البيضاء أخيرا ندوة علمية حول موضوع «الموارد المائية والسدود في تركيا» بحضور السيد فيصل ايروكلو وزير البيئة والغابات بجمهورية تركيا الذي ساهم بمداخلة قيمة حول تجربة تركيا في ميادين التدبير المنتج للموارد المائية وتشييد المنجزات المائية وانتاج الطاقة. وتندرج هذه الندوة في برنامج الزيارة التي يقوم بها الدكتور فيصل ايروكلو للمغرب مابين 26 و29 نونبر 2008 وذلك في إطار التعاون الثنائي مابين حكومة الجمهورية التركية وحكومة المملكة المغربية، وقد وقع باسم الحكومة التركية اتفاقية شراكة مع أمينة بنخضرا وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة في ميادين: التداريب، التعاون في مجال السدود، تحويل المياه، التدبير المندمج للموارد المائية.. إلخ وقد حضر هذه الندوة العلمية الهامة كاتب الدولة في الماء (محمد زهود) وجمع غفير من الطلبة المهندسين، الأساتذة الباحثين وجميع أطر كتابة الدولة في الماء والبيئة من مدراء ورؤساء الاقسام والمصالح ومهندسين اضافة إلى مسؤولي وكالات الأحواض المائية السبعة. ومن جهته، اعتبر كاتب الدولة في الماء والبيئة عند اختتام الندوة التي أغنتها مداخلات الطلبة المهندسين والذين غصت بهم قاعة المحاضرات الكبرى بالمدرسة الحسنية للأشغال العمومية أن هذه الندوة هي في حد ذاتها فرصة نادرة قلما تتوفر من حيث الزخم الهائل من المعلومات العلمية الهامة ذات المستوى العالي الذي أتاحته مما مكن من الاطلاع على تجربة تركيا في ميادين تخزين واستغلال المياه بالسدود وانتاج الطاقة. كما ثمن اتفاقية التعاون المبرمة بين المغرب وتركيا في ميدان انجاز التداريب والاستفادة من الخبرات. ولم يفت كاتب الدولة في الماء تجديد دعم المغرب لتركيا بتنظيم المنتدى العالمي للماء المنتظر عقده في اسطمبول سنة 2009. وبالرجوع الى محاضرة الدكتور فيصل ايروكلو حول موضوع «الموارد المائية والسدود في تركيا» فقد اعطى لمحة تاريخية عن طبيعة السدود ونوعيتها بتركيا على الخصوص وبعض الامثلة من دول أخرى: الصين، الولاياتالمتحدةالأمريكية، سويسرا، المكسيك، البرازيل، كولومبيا والشيلي، وقدم عدة شروحات تهم كيفية تخزين المياه واستغلالها في انقاذ الطاقة الكهرومائية بتركيا التي تتوفر حاليا على حوالي 700 سد ومن المتوقع ان يتم بناء 200 سد اضافي في غضون سنة 2009 وذلك من أجل الاستفادة من حجم المياه المتوفرة من أجل انتاج الطاقة بحيث أن تركيا تتوفر على ثروة مائية هائلة تقدر ب 112 بليون متر مكعب. كما قدم وزير البيئة والغابات التركي أمام الطلبة المهندسين لمحة عامة عن هيكلة وتدبير قطاع البيئة والغابات والمياه، وفي هذا المضمار أشار الى أنه في سنة 1945 تم تأسيس إدارة خاصة بتدبير المياه السطحية والجوفية تعرف ب (DSI) وتتولى الإشراف على المياه بشكل عام والتي يتم توظيفها في قطاع الري والفلاحة وقطاع انتاج الطاقة الكهرومائية وكذا قطاع التزويد بالماء الصالح للشرب. وحسب وزير البيئة التركي، فإن تركيا رغم أنها ليست من البلدان التي تتوفر على موارد مائية هائلة بحيث أن الدول الغنية (كندا، الولاياتالمتحدة، أوروبا الشمالية والغربية) تتوفر على 10000 متر مكعب سنويا لكل فرد في حين أن تركيا لاتتوفر إلا على 1600 متر مكعب سنويا لكل فرد في مقابلة 2110 متر مكعب في العراق، 1420 متر مكعب في سوريا، 250 متر مكعب في الاردن.. فإن تركيا بفضل حسن تدبيرها للمياه مكنها من تخزين المياه وتوظيفها في انتاج الطاقة الكهرومائية إلى جانب الانتاج الطاقي المتنوع الموجود في تركيا (الحرارية، النووية، الغازية، الهوائية، الشمسية..) إن السدود التي تم إنشاؤها في تركيا مكنت من المساهمة في التنمية العامة واسترداد الأموال التي تم توظيفها في عمليات الإنشاء داخل مدة زمنية لاتتعدى 9 سنوات. فالسدود في تركيا يصل ارتفاعها من حوالي 40 مترا الى 249 متر. وتضم جميع أنواع السدود الشيء الذي مكن تركيا من تخزين عدة ملايير من الامتار المكعبة وتوظيفها في انتاج الطاقة بشكل اقتصادي ونظيف.