قال رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية السيد أحمد محمد علي، اليوم الاثنين بالرباط، إن التجربة المغربية في مجال المياه عامة، والسدود الصغرى خاصة، جديرة بأن تشكل نموذجا يحتذى لدى الخبراء وأصحاب القرار بالبلدان الأعضاء بهذه المؤسسة، ولاسيما الإفريقية منها. وأكد السيد محمد علي، خلال افتتاح ندوة دولية حول موضوع "التجربة المغربية في مجال السدود الصغيرة"، تنظمها كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة بشراكة مع البنك الاسلامي للتنمية، استعداد مؤسسته لمواصلة الجهود الرامية إلى دعم الاستثمار في قطاع المياه وتطلعها لشراكات جدية بين كافة الدول الأعضاء وكل المنظمات التنموية قصد مساعدتها على تخطي عتبة الفقر المائي، والنجاح في حسن تدبير مواردها المائية. وبهذه المناسبة، نوه بمنجزات المملكة في مجال التخطيط للموارد المائية منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والتي مكنتها من تجاوز الأزمات المناخية المتعاقبة وساهمت في تحسين مستوى عيش المواطنين وتنمية الإنتاج الزراعي، مضيفا أن هذه التجربة الرائدة في مجال السدود جاءت امتدادا لسياسة حكيمة طويلة المدى أدركت قيمة الماء ودوره الإستراتيجي في التنمية واستشرفت كل الاشكاليات القائمة والقادمة لتهيئ الحلول المناسبة. من جانبه، قال كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة السيد عبد الكبير زهود إن المملكة المغربية كانت سباقة بفضل حكمة المغفور له الملك الحسن الثاني إلى تبني سياسة بناء السدود" منذ سنة 1967، مبرزا أن هذه السياسة تعززت وتجددت في عهد جلالة الملك محمد السادس. وأكد أن هذه السياسة أبانت عن نجاعتها في جعل البلاد في منأى عن الخصاص في الماء رغم محدودية مواردها المائية وسوء توزيعها في الزمان والمكان، مشيرا، في نفس السياق، إلى الآثار الإيجابية من وراء إطلاق البرنامج الوطني لبناء السدود الصغرى في سنة 1985. يشار إلى أن أشغال هذه الندوة، التي تستمر على مدى يومين، بمشاركة مهنيين وخبراء مغاربة وأجانب بالإضافة إلى مندوبي عدد من وكالات التنمية والتعاون وجهات مانحة ومنظمات دولية وإقليمية، ستتطرق إلى عدة محاور من بينها على الخصوص التجربة المغربية في مجال تصميم وتشييد السدود الصغرى، والتمويل والشراكات وأثرهما السوسيو اجتماعي على السدود الصغرى. ويأتي تنظيم هذه الندوة على هامش انعقاد اجتماع مجلس المديرين التنفيذين للبنك الاسلامي للتنمية في دورته ال256 أمس الأحد بالرباط.