في عمل سام وغير مسبوق، أطلقت السلطة المحلية بالملحقة الادارية لسيدي الخديربالحي الحسني مستعينة بعمال الإنعاش الوطني حملة لتنظيف مقابر المسلمين بمقبرة (الشلح ) وصيانتها والعناية بها، وسط تفاعل جماعي يحركه الوازع الديني وثقافة المواطنة من خلال مشاركة مكثفة وموصولة في هذا العمل الخيري.. وتندرج هذه الحملة المبكرة التي طالما انتظرتها ساكنة المنطقة و التي تغرس ثقافة الاهتمام بالشؤون الدينية مخلفة أثرا ايجابيا في نفوس ساكنة الحي الحسني باعتبارها أسمى عمل ديني وإنساني في سياق العناية بهذه الأماكن وصيانتها حتى تكون في صورة لائقة تظهر احترام الموتى خاصة أن هذه المقبرة التي انقطع بها الدفن لمدة زمنية غير قصيرة لانعدام أدنى شروط الأمن والنظافة والصيانة، أضحت مرتعا للمبحوث عنهم ومكانا مواتيا لإنعاش بعض الممارسات المذمومة والسلوكات المخلة التي لاتحترم الموتى. ونظرا لاستمرار الوضع الذي يبعث عن مشهد حاط و متدني يعكس عجز المسؤولين عن انتشال كل ما من شأنه الإساءة إلى تعاليمنا الإسلامية السمحاء وقيمنا المطبوعة باحترام حرمة الأماكن الطاهرة احتراما للموتى، فقد سارع عمال الإنعاش الوطني لعمالة مقاطعة الحي الحسني إلى تجسيد مبادرة رد الاعتبار لمقابر موتى المسلمين من خلال القيام بعملية إزالة الحشائش والمخلفات العالقة بها، واقتلاع الأعشاب التي تتسبب في تجمع القمامة والنفايات. وتأتي هذه الحملة من منطلق ديني لحرمة قبور المسلمين في ديننا، كما أنها مطلب حضاري يروم إظهار المقابر بالصورة اللائقة إكراماً للموتى وحفاظاً على حرمتهم..