حمل رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني تيار الإسلام السياسي مسؤولية جر ليبيا إلى أن تكون دولة فاشلة بسبب خسارته الانتخابات، داعيا القوى الإقليمية والدولية إلى رعاية مؤتمر للحوار الليبي على غرار مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1989. وقال الثني في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة" بثتها أمس الجمعة إنه بحث مع المسؤولين الأميركيين سبل الانخراط المطلوب في ليبيا ، معلنا أن الدول العظمى لا تريد أن تتدخل بقوة عسكرية في أي من شؤون المنطقة بعد ما حدث في سورية والعراق. ونفى رئيس الوزراء الليبي أن تكون المحادثات تطرقت إلى فكرة تنفيذ ضربات أميركية جوية من طائرات بدون طيارين على مواقع للجماعات المتطرفة داخل ليبيا. وأقر الثني بأن الميليشيات المتناحرة هي أقوى من الحكومة لأنها غنمت أسلحة النظام السابق ودعمت من دول لها أجندات سياسية لا تخدم المصالح الليبية وتدعم الميليشيات بالمال والسلاح. وكشف الثني جانبا من الأزمة الأمنية بقوله إن المشكلة التي يعاني منها الجيش وكذلك الشرطة أن كل الأفراد الذين تصدر لهم أوامر للتصدي لهذه المجموعات يرفضون بحجة أن الليبي لا يجوز أن يقاتل ليبيا آخر، وهذا يشجع الآخرين لامتلاك السلاح بحجة أنهم ثوار ويعبثون بمقدرات الدولة كما يشاؤون. ودعا رئيس الوزراء الليبي الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى دعم حوار وطني شامل بين كافة التيارات الليبية من دون إقصاء لأحد من أجل حل الأزمة. وقال إن وقف النار الذي دعا إليه البرلمان يركز على معارك طرابلس "بينما يختلف الأمر في بنغازي حيث أنصار الشريعة هم من يقاتلون الدولة، يجب مقاتلتهم وإخراجهم من المشهد بالكامل لأنهم رأس الحيّة التي خلقت هذه الفتنة". واستبعد الثني احتمال تدخل مصر في ليبيا دون أن تطلب منها السلطات الليبية ذلك، لكنه أشار إلى أنه سيكون لكل حادث حديث في حال وصلت الأمور إلى مرحلة انهيار الدولة، عندها قد تختلف الموازين ويختلف تقدير الموقف.