قال صالح جعودة نائب رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) الليبي إنه قدم مقترحا للجنة الأمن القومي يتضمن الموافقة على نشر قوات من "دول صديقة لليبيا" ببلاده تحت غطاء الجامعة العربية للعمل مع القوات النظامية الليبية في عملية نزع السلاح المليشيات وتنظيم الوحدات العسكرية والأمنية. وأضاف جعودة، في تصريحات للأناضول، أنه "يمكن استجلاب قوات أردنية للمنطقة الشرقية، وقوات موريتانية للجنوب وقوات مغربية للمنطقة الغربية للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار، على أن تقوم قوات ماليزية وإندونيسيا بمهمة جمع السلاح والإشراف على تخزينه . ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجامعة العربية حول هذا المقترح. واستبعد جعودة أي تدخل غربي في ليبيا، قائلا إن "الغرب مشغول ومنهمك في أزمات أخرى، رغم إن ليبيا هي ضمن أولويات الأوروبيين، لكن الوضع لم ينزلق لمؤشر خطير يستدعي التدخل". وقال النائب الليبي إن "استمرار عمليات الاغتيالات والاقتتال في البلاد، وتزايد نشاط ترهيب وتجارة السلاح وتنامي الفكر المتطرف قد يدفع الغرب والولايات المتحدة لأن توكل لجيران ليبيا الأقوياء مهمة التدخل العسكري بالأراضي الليبية". وكان علي زيدان رئيس الوزراء الليبي المقال قال في تصريحات سابقة له إن "الغرب أساء تقدير الموقف في ليبيا عندما لم ينشر قوات على الأرض بعد الثورة (التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011) لحفظ الأمن"، لافتاً إلى إن الشعب سيقبل بأي طريقة لإعادة الأمن تحت غطاء المجتمع الدولي والأمم المتحدة"، إلا أن جعوده "قلل من أهمية" تصريحات زيدان. ومؤخرا، أوصت مؤسسة "راند" الأمريكية للأبحاث (غير حكومية)، المجتمع الدولي بالاستعداد للتدخل العسكري في ليبيا، إذا زاد التدهور الأمني والعمل على الأرض لتعزيز قوات الأمن والجيش والمساهمة في حماية الحدود وبناء قدرات الإدارة الليبية وعدم عملية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية. واعتبر جعودة أن "توصيات المؤسسة الأمريكية لا تختلف كثيراً عن التوصيات العامة عبر الدعوة لمساعدة ليبيا في بناء المؤسسات والقدرات وتدريب قوات الجيش والشرطة ". وعلى الجانب الآخر، أعرب أحمد الأطرش أستاذ العلاقات الدولية بجامعة طرابلس والخبير بشؤون الأمن القومي عن رفضه لمقترح النائب جعودة. وقال الأطرش للأناضول إن "المزاج الشعبي العام يرفض وجود قوات خارجية عربية أو غربية على الأرض وهو ما سيزيد من تعقيد الأوضاع وتصاعد حدة العنف وبالتالي ليس حلا إطلاقاً". وأضاف أن "الغرب لديه مقدرة لمساعدة ليبيا بشكل أكثر فعالية وهي إعطاء المعلومات الاستخباراتية الحقيقة حول المليشيات الإرهابية الموجودة بالأراضي الليبية وتحركاتها وأيضاَ تعقب وإيقاف التحويلات المالية الخارجية التي تدخل إلي ليبيا والأهم تقديم الدعم العسكري من تدريب ومعدات بشكل جدي وليس حديث للاستهلاك الاعلامي فقط". واتهم الأطرش الغرب ب"العمل على إطالة الانفلات الأمني وعدم تقدم الدعم بشكل حقيقي للجانب الليبي"، مشيرا إلى إمكانية القيام بضربات جوية محدودة لأماكن تواجد المليشيات المتطرفة بدون النزول على الأرض وبالتنسيق مع السلطات الليبية. واعتبر أن بيان الحكومة الليبية الأخيرة حول دعوة المجتمع الدولي لمساعدتها في اجتثاث الارهاب ومحاربة العناصر الارهابية ببنغازي ودرنة وسرت ما هو إلا "جس نبض الشارع الليبي لمعرفة مدي تقبله بفكرة التدخل الأجنبي على الأرض". وتعيش ليبيا عقب سقوط نظام القذافي عام 2011 أوضاعا أمنية متدهورة، وتصاعدًا في أعمال العنف، فيما تحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد؛ بسبب انتشار السلاح، وتشكيل مليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة.