أكدت مصادر متطابقة للعلم أن عدة مناطق من أقصى الشمال الغربي للجزائر على الشريط الحدودي مع المغرب تعيش منذ أيام حالة إنفلات أمني و عصيان مدني بعد أن دخل مئات ممتهني التهريب المعيشي في مواجهات مع عناصر الدرك الجزائري بعد قيام السلطات الجزائرية التابعة لولاية تلمسان على تشديد الرقابة على نشاط التهريب الذي يعد مورد العيش الرئيسي بالنسبة لشريحة واسعة من ساكنة الشريط الحدودي. و أقرت مصادر صحفية جزائرية أمس بحدوث مواجهات عنيفة بين جماعات المهربين الغاضبين و قوات الأمن أستعملت فيها العصي و الحجارة و الأسلحة البيضاء و خلفت إصابة ثلاثة عناصر من الدرك الجزائري باصابات متفاوتة الخطورة إستدعت نقبله الى مستشفى مدينة مغنية غرب تلمسان فيما أعتقل أزيد من 16 شخصا شاركوا في المواجهات الأعنف من نوعها منذ شهر ماي الماضي. و كشفت مصادر العلم أن جماعات مهربي الوقود الجزائري التي حالت التشديدات الأمنية المتبعة منذ زهاء الأسبوع دون تمكينهم من تصريف مخزونهم الضخم من الوقود الجزائري المعد للتهريب نحو الجانب المغربي شرعوا منذ فترة في إعتراض دوريات الدرك و حرس الحدود الجزائريين و تخريب سياراتهم و هددوا باعلان عصيان مدني في حالة إستمرار السلطات العمومية في التضييق على نشاطهم. و كانت نفس المنطقة الواقعة غرب تلمسان قد شهدت قبل شهرين مظاهرات إحتجاجية شارك فيها مئات ممتهني التهريب المعيشي قبل أن تعمد السلطات الجزائرية الى تخفيف إجراءات الرقابة في حقهم مؤقتا تفاديا لتطور الأوضاع الى إنفلات أمني يعيد الى الأذهان قيام مجموعة من المهربين قبل سنتين على إقتحام مركز للجمارك بمغنية (24 كلم شرق وجدة ) و إحراقه بالكامل. وشهدت بورصة الوقود المهرب بمناطق الشرق المغربي خلال الأيام الأخيرة إرتباكا مع نقص حاد في الكميات المعروضة للبيع و إرتفاع مفاجىء لسعره بعد أن كان ثمن صفيحة البنزين المهرب قد بلغ قبل أسبوعين أدنى مستوياته منذ أزيد من سنتين .