أكدت معلومات توصلت بها « العلم »أن التعزيزات الأمنية التي يشهدها منذ فترة طرفا الشريط الحدودي الشرقي المشترك مع الجارة الجزائر من شأنها أن تفرض في المستقبل القريب تقييدات ستؤثر سلبا على نشاط التهريب المزدهر بالمنطقة و الذي يترجم عادة الى رقم معاملات يناهز حسب تقديرات جزافية الأربع مليارات درهم سنويا . وكانت أخبار قد تحدثت عن إرسال قيادة الجيش الملكي قبل شهر رمضان لتعزيزات عسكرية بمناطق أمنية حساسة عبر فرق مراقبة ترابط غير بعيد عن الشريط الحدودي بمناطق تابعة لجماعة رأس عصفور جنوب شرق وجدة و زودتها بوسائل اتصال و مراقبة متطورة بغية تأمين أكثر فعالية لمنافذ سرية تستغل للتهريب و الهجرة السرية و قد تشكل مسار عبور لارهابيين مسلحين هاربين من ملاحقات الجيش الجزائري الذي ينفذ بأدغال جبل رأس عصفور المطل سفحه الغربي على ضواحي وجدة الشمالية الشرقية . الى ذلك تحدثت مصادر عن مبادرة السلطات الجزائرية على سلسلة من التنقيلات و حركة تغييرات جذرية باشرتها قيادة حرس الحدود ، منذ فترة ، تبعا لتوجيهات شخصية للرئيس بوتفليقة ، إذ مست حوالي 86 في المائة من العناصر والضباط المنتشرين عبر الحدود، مع تعزيز الحضور الأمني على الحدود الغربية وفرض نظام جديد للمراقبة من شأنه وضع حد لمسلسل التجاوزات و الفساد الذي تعددت حالاته وسط ضباط و عناصر دركية عاملة بالشريط الحدودي . و في موضوع ذي صبة تناقلت وسائل إعلام جزائرية أصداء إجتماع أمني مشترك انعقد قبل أيام بتلمسان و شكلت نقطة مكافحة التهريب بأشكاله خاصة مكافحة تهريب الوقود بالمناطق الحدودية الغربية أهم محاوره حيث تقرر تدارس آليات تدارك الثغرات القانونية التي يستغلها مهربو الوقود بالجزائر المعروفون محليا ب" الحلابة " مع تشديد العقوبات ضد الموقوفين المتورطين لردع الظاهرة التي عرفت تناميا أمام عجز المصالح الأمنية الجزائرية عن مواجهتها ميدانيا وإ قرار مخطط أمني استعجالي يقضي بتشديد الرقابة على مسالك مهربي الوقود على مستوى المسالك الطرقية التابعة لولاية تلمسان المؤدية للشريط الحدودي و تمكين فرق أمنية متنقلة من ملاحقة و اعتقال سائقي العربات المستعملة في نقل الوقود المهرب الذي يشهد إقبالا منقطع النظير بمناطق الشرق المغربي بالنظر الى سعره التنافسي ( 5 دراهم للتر الواحد من البنزين الممتاز المصفى ) وقد قال مصدر مسؤول بقيادة المجموعة الولائية للدرك بولاية تلمسان أن مكافحة التهريب "تعد أولوية مصالح الدرك وتم تعزيز المخطط الأمني في شهر رمضان" الذي تميز باتخاذ اجراءات أمنية طرقات ومسالك الولاية كما أكد حجز 116 مركبة محملة بالوقود المعد للتهريب فقط خلال الأيام الخمسة الأخيرة من شهر غشت الفارط و على مستوى بورصة الوقود المهرب بمدينة وجدة لوحظ خلال الأيام الأخيرة قلة في العرض و إرتفاع محسوس في أسعار عبوات البنزين و المازوت المهرب ، و هو ما يؤشر الى أن الحصار الأمني المطبق بالشريط الحدودي بدأ يؤتي ثماره في الوقت الذي تجمع كل الأراء أن منطقة الشرق المغربي تعيش منذ زهاء عقد من الزمن حالة تبعية طاقية لما تجود به الحدود على الأقل عبوات وقود السيارات و العربات بمختلف أصنافها و أشكالها .