( ارتقوا إلى العلياء يا شهداء غزة ) .. هكذا غرد على صفحته بتويتر "حسام بدران" الناطق بإسم حركة حماس ، هذا المجاهد الفضائي حينما شاهدت حواره الليلة الماضية من داخل خندقه المكيف بقناة الجزيرة مباشر مصر !! شعرت كما لو أني أشاهد "محمد البلتاجي أو صفوت حجازي" أعلى مسرح رابعة العدوية !! بمقارنة بسيطة نجد أن العقلية التي تتاجر بكل شيء ، و التي رفضت ( المبادرة المصرية ) منذ أيام ، و أدارت مشهد رابعة من قبل ، هي ذاتها التي تدير مشهد غزة الأن !! التضحية بالوكالة : في المشهدين غابت القيادات لحظة المواجهة ، كلاهما رفض مبادرات حقن الدم من أجل أطماعه ، و غامر بأتباعه على موائد القمار السياسي !! كلاهما ناضل "بقسوة صوتية" بالغة !! و عقب انقشاع غبار المواجهات ، وجدناهم إما بشقق في مدينة نصر أو بفيلات في مدينة الدوحة !! مرسي لن يعود ، غزة لم تنتصر ، فلسطين كلها سوف تنتصر في معركة لم يحن موعدها بعد ، وعد من الله .. تدويل التراب المصري : الذهنية التي "هللت" من فوق منصة رابعة لخبر اقتراب قطع بحرية أمريكية من سواحلنا الشمالية بالأيام الأولى لثورة 30 يونية !! هي نفسها التي "كبرت حمدت الله " عقب الإعلان عن انضمام عناصر من القاعدة لبؤرة النهضة !! هي ذاتها التي "تطالب" الأن بفتح "دائم" لمعبر رفح مع ( ضمانة دولية ) بذلك !! المصري الذي سيسمح بتلك الضمانة الدولية على المعبر مثله كمثل الذي يفتح "غرفة نوم والدته" و يأذن للأخرين بالمرور !! صناعة كربلاء جديدة : و تسويقها على العالم ابتغاء أهداف حركية أو إقليمية ، لا أهداف وطنية ، و إتقان لعبة الابتزاز السياسي و الشعوري للجماهير عبر ستار الدين أو عباءات المقاومة !! فضلا عن استخدام مقاطع اليوتيوب للمتاجرة بأجساد القتلى !! و إطلاق شعارات "رابعة رمز الصمود" أو "غزة ضمير العالم" !! في حين أنه لا هدف واضح من تلك المغامرة التي تخوضها حماس ( بالوكالة ) و التي بدأت باختطاف ثلاثة مراهقين إسرائيليين و قتلهم سوى توريط النظام المصري !! في النهاية، إسرائيل هي (العدو الأول) لجميع العرب، المجد لكل فلسطيني حر يقاوم من أجل التراب الذي يقف عليه ، و العار كل العار لسماسرة حماس الذين يقامرون من أجل محاولة (فرض واقع جديد) على معبر رفح عقب غلق أنفاقهم !! العار بانتظار هؤلاء الذين غامروا بأجساد الأطفال و دموع النساء و شيبة العجائز في معركة لا طائل من وراءها الأن !! و لا أثر لها و لا جدوى سوى مزيد من القتلى و إشعال الوضع على حدود الجيش النظامي الوحيد الباقي في المنطقة بأسرها !! الجيش الذي تساءل (أدون) خالد مشعل عن نخوته من فوق أرض الاستشهاد بالعاصمة القطرية !!