الأستاذ أحمد التوفيق ٭... أصبحت الوصلات الإشهارية بقنواتنا التلفزية ترهق عين المشاهد المغربي بفعل تكرارها واقتحامها لمختلف الإنتاجات المقدمة على الشاشة، إلا من نشرات الأخبار التي مازالت محافظة على استرسالها دون اختراق لهذه الوصلات التي يكاد زمن بثها يفوق مدة بث بعض الإنتاجات القصيرة على سبيل المثال لا الحصر برنامج الكاميرا الخفية - جار ومجرور. إن الإشهار هو مبعث دخل وفير لقنواتنا التلفزية، وهذا الدخل يقدر بمئات الملايين خاصة في شهر رمضان الذي يتميز فيه البث التلفزي بمجموعة من الإنتاجات الجديدة التي لا يتأخر المشاهد المغربي في مشاهدتها للوقوف على مستوى جودتها من عدمه وهو ما تستغله القنوات للإكثار إلى درجة الأطناب في بث الوصلات الإشهارية التي يتحول طول مدة بثها وتكرارها إلى عزوف عن المشاهدة من لدن العديد من المغاربة الذين يحول اتجاههم لقنوات أخرى خارجية وإن كانت هي الأخرى تعمل على بث وصلاتها الإشهارية، إلا أنها ليست بنفس الغزارة مع احترام حق المشاهد في المشاهدة بعدم تكسير اهتمامه وتتبعه لهذا الإنتاج أو ذاك. والحديث عن الوصلات الإشهارية وقد أصبحت مثار انتقاد وملاحظات أغلبية المشاهدين يجعلنا نتساءل ونحن نتلقى بين الحين والآخر نسبة مشاهدة الإنتاجات المقدمة بقنواتنا من أفلام ومسلسلات وبرامج مختلفة أن تعمل المؤسسة المعنية بإحصاء عدد المشاهدين المغاربة لهذه البرامج بإحصاء زمن الوصلات الإشهارية المبثوثة للوقوف على المدة الزمنية لها ومقارنتها مع ما تبقى من الوقت للإنتاجات المقدمة للمشاهدين وعندنا يدرك الجميع مدى إسهال قنواتنا التلفزية في بث وصلاتها الإشهارية.