تسعى قنوات القطب العمومي إلى أن تسترجع جزءا مهما من مصاريفها الرمضانية الذي تكبدتها من أجل إعداد الشبكة البرامجية الرمضانية من خلال تسويق منتوجاتها لدى المعلنين. ولأجل بلوغ هذا الهدف، الذي يتحول إلى مركز اهتمام أساسي في كل قنواتنا، يقوم المسؤولون عن الشأن الإعلامي ببذل كل الجهد لتوسيع رقعة منتوجها لدى أبرز المعلنين وأكبر الماركات في السوق المغربية. وبهذا يصبح التنافس خلال هذا الشهر الفضيل لدى قنوات القطب العمومي لا يشمل الأعمال التخييلية الفكاهية والدرامية المقدمة فقط، بل مدى استقطابها لمعلنين قادرين على اقتناء مساحات اشهارية تؤثث بها فترة مع بعد الافطار أساسا ثم الفترة الثانية من السهرة التلفزيونية. ويستطيع المشاهد المغربي أن ينتبه للكم الكبير من الوصلات الاشهارية، التي لا مجال هنا للتفصيل في محتواها، وتثيره جودتها ومدى ملاءمتها مع هذا الشهر العظيم، وهو كم أصبحت معه الانتاجات المقدمة لجمهور التلفزيون لمغربي «نقطة ماء حلوة في يم مالح». فمن مكر الصدف أن تتحول الانتاجات التلفزيوية سواء كوميدية أو درامية بمختلف أجناسها، التي صرفت عليها أموال كبيرة قد تصل دون مبالغة حوالي خمسة ملايير سنتيم بالنسبة لمجموع القنوات التلفزيوية، نظرا لطبيعة مدتها الزمنية على الشبكة البرامجية إلى منتوج سمعي بصري «ثانوي» فيما يصبح الاشهار منتوجا أساسيا. هكذا تنبع أهمية المساحات الاشهارية على شاشات قنوات القطب العمومي، التي حولتها إلى أهم وأبرز البرامج على شبكة برامجها الرمضانية، لكونها الرهان الاساسي لاسترداد بعض من المال الذي وجه لإنتاج هذه الاعمال وتعويض بعض المصاريف التي اعتمدت لأجل إنجاز شبكة تعتبرها القنوات متكاملة. والأكيد، أن الهم التسويقي للقيمين على قنوات القطب العمومي، الذي يتغيا البحث عن الربح من أجل سد «تغرات» ميزانيات الانتاج ودفع مستحقات المنتجين المنفذين أساسا، لا يعير اهتماما للقيمة الفنية للمنتوج التلفزيوني الذي يقدمه للمشاهد على علاته، ولا للتأثير السلبي على المشاهد الذي يمكن أن يخلفه هذا البتر الاشهاري لاسترسال الاداء. وإذا كان من حق تلفزيونات القطب العمومي أن تحرص على تسويق منتوجها لدى المعلنين وبيعهم مساحات اشهارية على شاشاتها، فمن حق المشاهد أن يتمتع بحقه في متابعة تلفزيونية تحترم الشروط الادنى للابداع و للبث، ونخول أمر البحث في مدى احترام قطبنا العمومي للمدد الاشهارية االمبثوثة داخل وبين البرامج للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.