الحديث عن البرامج التي تقدم بإعلامنا السمعي البصري بشقيه الإذاعي والتلفزي نحاول في الكلام عنها دائما لما يثيره المستعمون والمشاهدون الذين يلحون علينا الكتابة حولها لا من باب النقد الهدام ولكن من أجل إثارة الانتباه وابداء ملاحظات نأمل من ورائها كما يأمل المستمعون والنظارة أن تأخذ بها مديرة البرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لتفادي المزيد من تذمر رأس المال الحقيقي لهذه الشركة الذي هو شرائح المواطنين المتتبعين لما يقدم لهم من برامج سواء بالاذاعات المركزية والجوية أو الخاصة التي لاتستثني هي الأخرى من هذا الإسهال والتي نعلم أن المسؤولية فيها تعود للهيأة العليا للسمعي البصري (الهاكا) ثم القنوات التلفزية الموالية للشركة الوطنية. ومجمل ما نريد قوله في هذه الأسطر هو عبارة عن تساؤلنا ومعنا فئات من المواطنين من المستمعين والمشاهدين عن هذا الإسهال المفرط التي تعرفه برامج الطبخ التي باتت تأخذ حيزا كبيرا من الوقت خلال ساعات البث سواء بالاذاعة أو التلفزة مع تميز لهذه الأخيرة (أي التلفزة) القيام بعملية تكرار هذه البرامج التي يمكن أن تشاهد أكثر من مرة من قناة لأخرى في اليوم الواحد، وحتى لو سلمنا تجاوزا ضرورة وجود هذه العينة من البرامج التي تختلف أسماؤها ومددها الزمنية واختيار أوقات مفضلة لبثها، فلا يعقل أن تكون بهذه الغزارة خاصة وأن أغلبها تطغى عليه صفة تقديم وصفات عادية يعرفها كل المغاربة ولا حاجة لبلورتها في برنامج يأخذ حيزا من الوقت ومصاريف لتوفير مواده وبالتالي تشغيل طواقم مختلفة لإنجازه لا لشيء سوى لاعداد طبق لحم أوكسكس أو دجاج بالمرق أو حلويات عادية (مسكوتة على سبيل المثال لا الحصر) فأية فائدة من كل هذا؟ وأي مجهود يبذله معدو هذه البرامج سواء الإذاعية منها أو التلفزية!؟ وهل إبتكارات ابداعات المعدات لهذه البرامج الطبخية تقف عند هذا الحد في وقت يمكن لهن أن يوظفن كفاءتهن المهنية في مواضيع أخرى ما أحوج المواطنين المغاربة إليها المناقشة الجوانب المختلفة من حياتهم التي تحتاج إلى نقاش وحوار.لن نقول بأن البرامج الطبخية المتحدث عنها غير مرغوب فيها بقدر ما نقول بأن غزارتها وهيمنتها بهذا الشكل ليس بالأمر المقبول وللشركة الوطنية أن تستفتي في هذا الشأن مستمعيها ومشاهديها للوقوف على الحقيقة التي كان لابد لنا أن نتحدث عنها في هذه الصفحة التي تهتم بكل ماهو إعلامي في إطار الموضوعية التي تعودنا عليها في طرحنا لمواضيع مشابهة.