احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة بالرباط، لقاءًا ثقافياً تم خلاله تقديم كتاب "السينما المغربية :تحرير الذاكرة ...تحرير العين"، الذي صدر حديثا للناقد السينمائي محمد شويكة ، وذلك بمشاركة عدد من الباحثين في المجال. وتحدث محمد الخيتر ، رئيس جمعية ملتقى الصورة، عن شويكة الباحث الرصين متعدد الاهتمامات الذي ينحت ، من خلال كتاباته في القصة القصيرة والنقد السينمائي والجماليات البصرية والرحلة، مشروعا حداثيا متميزا، ويفتح مسارات جديدة للنقد السينمائي المغربي. وأضاف الخيتر أن شويكة يراهن على إنتاج خطاب نقدي فاحص يشمل كل الفاعلين ، وعلى رفع مستوى التلقي، وكذا على أبعاد الكتابة والتحليل من خلال حضور بعد الحداثة والبعد الفلسفي من حيث يدري ولا يدري ومناهج العلوم الحديثة وبعد الثقافة المغربية عبر التأصيل لخطاب نقدي جديد. وفي مداخلة للباحث عبد الرزاق الزهير ، أبرز سؤال الوضع الاعتباري لباحث وناقد يقدم قراءة في كتاب نقدي، معتمدا على متابعة حواشي الكتاب ومداخله ، من خلال قراءة في العنوان وترتيب الفصول والمدخل. وفي هذا الصدد، وقف المحلل عند العتبة الأولى للكتاب باعتبار العنوان مزدوجا بعد عنوان مركزي (السينما المغربية)، مشيرا إلى تحديد الكاتب المتن تحديدا جغرافيا بالمطلق وبشكل تعاقبي (العودة للسينما الكولونيالية)، ثم أورد عنوانا فرعيا ذا وظيفة تحريضية ، وإلى البنية الغائبة من خلال رغبة الكاتب المضمرة في تحرير ذاكرة السينما المغربية وعينها التي يفترض ضمنيا أنهما مستلبان. أما مداخلة الناقد مصطفى الطالب فانصبت بالأساس على مضامين الكتاب ، معتبرا أن المدخل له أهمية خاصة في كتابات محمد شويكة، مشيرا في هذا الصدد إلى عنوان مدخل كتابه الجديد "ما معنى أن تكون سينمائيا في المغرب" على سبيل المثال. وأضاف الناقد أن أهم ما يميز محمد شويكة وضوح منهجه الفكري وغزارته في التأليف، إذ أنه راكم إلى حد الآن ست مجموعات قصصية ، ودراستين حول القصة القصيرة، وخمس دراسات في مجال النقد السينمائي والجماليات البصرية، وكتابا سرديا يضم نصوصا في أدب الرحلة، وعدة كتب مشتركة وسيناريوهات ومقالات بعدة مجلات وطنية وعربية. يشار إلى أن القاص والناقد محمد شويكة ، من مواليد 1971 بقلعة السراغنة، ويشتغل أستاذا للفلسفة بمراكش ، عضو اتحاد كتاب المغرب وجمعية نقاد السينما بالمغرب وأحد مؤسسي نادي القصة القصيرة بالمغرب وحلقة الكوليزيوم القصصي. صدر الكتاب، الذي يقع في 149 صفحة من الحجم المتوسط، عن دار سليكي إخوان بطنجة.