صدر عن منشورات مؤسسة البشير كتاب «الشخصية في الأدب والفن: رؤى متقاطعة» وهو الكتاب الجماعي الثاني الذي يأتي ليعزز مسيرة جماعة الكوليزيوم القصصي وترسيخها مغربيا وعربيا انطلاقا من هويتها الثابتة كحركة في التجريب القصصي بالمغرب. وهو الكتاب الثاني بعد «مدار السلمون»/2008 والذي سجلت بإصداره محطة أولى في سيرورة تدبيرها الجماعي لتداول وقراءة فن القص بالمغرب. «جماعة الكوليزيوم حركة أدبية تجريبية وفيه للهامش ومخلصة له، منه انبثقت، وبه وفيه تتنفس هواء الإبداع المنصت لصوت التاريخ والأدب». كتاب « الشخصية في الأدب والفن: رؤى متقاطعة» يأتي ليعمق مبادئ وأسئلة الكوليزيوم القصصي، ويضع الكتاب بعضا من أوراق الأوراش التي نظمتها الجماعة بوثيرة منتظمة ويضم قسمين، الأول خاص بأشغال الندوة الأخيرة التي نظمتها الجماعة بمراكش 2010 وهو عبارة عن دراسات وشهادات لفنانين باحثين وكتاب تشكل الشخصية سؤالا مشتركا بين حقول اشتغالهم. القسم الثاني عبارة عن أضمومة من القصص القصيرة لأصوات من خارج/داخل الكوليزيوم. يكتب السينمائي مومن السميحي عن «الظل الدال» محاولا القبض على الشخصية السينمائية من خلال حوار داخلي جمالي بين السينما وعلم النفس. كي يرصد تقاطعات الشخصية في السينما من خلال تجارب عالمية. الناقد والمبدع محمد عزيز المصباحي قارب مفهوم الشخصية في السرد الأدبي معتبرا الشخصية دال ومدلول أي علاقة فارغة تملأ تدريجيا بالدلالات من خلال صيرورة قراءتنا للنص. الناقد السينمائي بوبكر الحيحي تناول «محمد خيي الممثل» كمنتج للمعنى من خلال طاقاته المتعددة والمركبة والهائلة في التبليغ متتبعا من خلال مشاهداته في المسرح والسينما أداء مثاليا يعمق من صورة «ظلال» مومن السميحي التي أشار إليها في الشخصية السينمائية. الكاتب والناقد عبدالرحيم مؤذن يعيدنا الى الشخصية في القصة القصيرة مميزا في البداية بين الشخص الأدبي، والشخصية ككائن ورقي ومتخيل ونصوص. ولا وجود لوصفة جاهزة للشخصية ولا ثوابت نظرية أو فنية تتحكم في بناء شخصية ما، كما لا تنفصل عن فكر الكاتب ليتقصى بعدها مؤذن سمات وملامح الشخصية في القصة بموازاة حضورها في النص الروائي. الناقد محمد نجاحي كتب ورقة عن الشخصية في الفن التشكيلي من خلال ملاحظات في التصور والبناء وأهم مميزاتها نزوعها الجمالي كشكل من أشكال الخطابات التي يكون لها الكثير من الآثار على نفسية المتلقي ووعيه الجمالي. كما أن من مميزاتها الحدس والتخييل. المسرحي ابراهيم هنائي يرصد الشخصية المسرحية كقناع تدرج في العرض المسرحي كي يصبح «اللاشخصية» خصوصا حينما يتم تطويعها عبر الممثل. وعن هذه الهوية الملتبسة يتبع المسرحي هنائي أوجه حضورها في بعض العروض. في قسم الشهادات نقرأ للمبدعين: محمد اشويكة، عن شخصياته بين الأنا والمتلقي، وألوان الشخصية عند علي الوكيلي، وبالنسبة لامحمد أمنصور «مثل أسرة في الظل» والكائن العاق عند محمد تنفو. ينتهي كتاب «الشخصية في الأدب والفن: رؤى متقاطعة» بالفصل الثالث الذي ضم نصوصا قصصية للمبدعين: موحى وهبي، لحسن باكور، عبداللطيف النيلة، أيمن قشوشي، عبدالرحيم رزقي، نورالدين الظهرجي، مهى بنشقرون.