كتب ابراهيم الحسين وهو ناقد تشكيلي من العيون موضوعا سماه «لمسة وفاء» تكريما للفنان التشكيلي عبد الله اوريك، وقال إن اسم اوريك لايرتبط بزلزال أكادير لعام 1960، الذي كان أحد ضحاياه وهو صبي وجد نفسه فجأة بين أحضان أسرة أجنبية، ولا حتى بالرحلات والجولات الابداعية الكثيرة التي قام بها في انحاء متفرقة في العالم. بقدرما أصبح هذا الفنان الحالم والمتأمل والصموت، يمثل علامة بارزة داخل ساحة الإبداع الفني بمنطقة سوس إلى جانب مبدعين كبار، أسسوا للتراث الجمالي الأمازيغي في مختلف صنوفه وتلاوينه من شعر عامي ورقص شعبي وموسيقى تقليدية وسينما أمازيغية، فضلا عن العديد من التعبيرات الجسدية والمشغولات اليدوية المصاغة بمهارة عالية ومنظورة. ورغم كل أشكال الإغراء التي ذاقها ببلاد المهجر، فإن عبدالله اوريك ووعيا منه بسؤال الهوية الوطنية رفض كل احتواء براني وظل متمسكا بجذوره الأمازيغية رغم أن البعض كان يرى في ذلك خطأ وضربا من ضروب التعصب العرفي والانغلاق الثقافي. وفي لحظة من اللحظات قرر الفنان أوريك العودة إلى بلاده، إلى أكادير التي عاش فيها تجربة الموت، وكاد أن ينمحي تحت الانقاض لولا لطف الخالق، وعاد مبتهجا ليؤسس لنفسه مرسما في قلب «ايمسوان» على شكل متحف صغير ومؤثث بالصور والرسائل والتذكارات والرسوم والتلوين، حيث يتضح أنه يرسم كما يعرف لا كما يرى، وينزع نحو تغليب الصورة الذهنية على حساب الحقائق المرئية، ومواضيعه مستوحاة من تراث اجداده ومن التجربة الشخصية في الحياة.