تتعرض مؤسساتنا التعليمية في الوقت الحالي إلى ظاهرة رهيبة تكاد تفتك بأطفالنا ذلك أنه تم دخول نوع جديد من المخدرات القوية إلى عالم المدرسة ، حيث تروج داخل الساحات المدرسية بين صفوف التلاميذ عبر أشخاص مجهولين أو بين التلاميذ أنفسهم الذين يجهلون تأثيرها .... هذا النوع من المخدرات يروج على شكل أقراص من الحلوى اللذيذة المذاق يقبل عليها الأطفال خاصة و تحمل إسم»strawberry quick«. أو »Strawberry Met«، وهي تحتوي على لون الفراولة مع نكهة الأطفال المعروف باسم «الفراولة السريعة «الذي يتميز بنكهاته المختلفة / فراولة ، شكولاطة، برتقال ونكهات أخرى....تحدث فرقعات داخل الفم مما يثير إعجاب متناولها غير أنها تؤدي به إلى حالة من التسمم يرثى لها و إلى أزمات قلبية و السكتات الدماغية، والتشنجات، والموت يتوجب حينها نقله على وجه السرعة إلى المستشفى.... وهو ما يؤكد أن هذه الظاهرة تستوجب تظافر الجهود و تحسيس الأفراد بمدى خطورتها وضرورة محاربتها من خلال الوعي بما يقبل عليه أطفالنا وإرشادهم آنذاك وإحاطتهم بالخطر المحدق بصحتهم جراء تناول ما يقدم لهم عن جهل أو قصد. وعرف المغرب خلال الآونة الأخيرة تفشيا مهولا لظاهرة انتشار المخدرات داخل المؤسسات التعليمية عموما وفي الثانويات على وجه التحديد . حيث تشير تقارير للجنة العليا للإسكان أصدرته سنة 2005 إلى أن 5 في المائة من تلاميذ الثانويات، يتعاطون المخدرات. كما أن تقريرا للمشروع المتوسطي للتحقيق المدرسي حول الكحول والمخدرات الأخرى تم إنجازه سنة 2005، أفاد أن استهلاك المخدرات في وسط تلاميذ يستهدف الفئة البالغة من العمر 15 إلى 17 سنة، في جهة الرباطسلا، وأظهر أن نسبة 21 في المائة من استعمال الكحول، و14 في المائة من استعمال الحشيش، و20 في المائة يستعملون العقاقير المخدرة، و8.7 في المائة يستهلكون مواد مخدرة متنوعة. ويبذل المغرب مجهودات كبيرة لمكافحة المخدرات سواء على مستوى تعاطيها أو الاتجار فيها، لكن تبقى غير كافية في غياب حملة وقائية وتحسيسية وطنية تدعو كل القوى الحية إلى التدخل.أما بالنسبة لوحدات العلاج فتبقى هي الأخرى غير كافية وباهضة الكلفة حيث هناك وحدتين متخصصتين في سلا وطنجة. وتعمل فعاليات جمعوية على تنظيم حملات تحسيسية صحية بخصوص الأخطار الناتجة عن تعاطي المخدرات، تدعو من خلالها إلى الرفع من عدد المصحات المختصة بمعالجة الإدمان، وتجنيد كل الفاعلين للمطالبة بتخصيص الأموال المصادرة عن تجارة المخدرات لمكافحة هذه الآفة وخلق مراكز استماع لتسهيل الانفتاح على الشباب متعاطي المخدرات، وتفعيل دور اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات في تعاملها مع المجتمع المدني، كما تدعو الفعاليات المدرسين والفاعلين التربويين لتعميق تواصلهم مع لتلاميذ وتفعيل دور الأسرة كإطار عام لاحتضان الشباب. وهو الأمر الذي ندعو له كذلك للتصدي لهذا النوع الجديد من المخدرات التي تستهدف أرواح أبنائنا وتنوي القضاء على مستقبلهم ومن خلالهم القضاء على مستقبل البلاد .