قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن الصين وضعت خططا تفصيلية للطوارئ استعدادا لانهيار نظام كيم يونج أون في كوريا الشمالية. ورأت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني مساء الاثنين أن ذلك يعكس اعتقادا لدى بكين بأن نظام الرئيس الشاب لن يعمر طويلا ، وأشارت إلى أن ثمة وثائق تضم خططا وضعها مصممون من جيش التحرير الشعبي الصيني تم تسريبها إلى وسائل إعلام يابانية. وقالت " إن الوثائق المسربة تضم مقترحات باحتجاز كبار القادة في كوريا الشمالية وإقامة مخيمات لاجئين على الجانب الصيني من الحدود حال اشتعال اضطرابات مدنية في الدولة "السرية" ، وتدعو الوثائق إلى تعزيز عمليات المراقبة على الحدود الصينية مع كوريا الشمالية التي تبلغ 879 ميلا. وتنص الوثائق على أنه يجب توفير الحماية لأية رتبة عسكرية أو قيادة سياسية كورية شمالية رفيعة المستوى يمكن أن تمثل هدفا لجهات منافسة أو قوة عسكرية أخرى، (في إشارة محتملة إلى الولاياتالمتحدةالامريكية). وبحسب وسائل إعلام يابانية، فإن الوثائق الصينية تدعو إلى احتجاز القادة الكوريين الشماليين في معسكرات خاصة حيث يمكن مراقبتهم، على أن يتم منعهم من توجيه المزيد من العمليات العسكرية أو المشاركة في أية أعمال يمكن أن تضر بالمصلحة الصينية. وترجح الوثائق المسربة أنه حال تدخل " قوى أجنبية " وانفلات زمام السيطرة داخل كوريا الشمالية فقد يحاول ملايين اللاجئين الفرار ، وقتها فإن الطريق الوحيد الآمن أمام أغلبية هؤلاء الفارين سيكون عبور الحدود إلى الصين ، وتميل السلطات الصينية إلى توجيه أسئلة للقادمين الجدد حول هويتهم ومن ثم ستمنع من تراهم يمثلون خطرا أو غير مرغوب فيهم من الدخول إلى الصين". ونقلت التليجراف عن جون أوكومورا ، الباحث الزائر في معهد ميجي للشئون العالمية ، القول "إن هذا إنما يؤكد على أن كافة الدول المعنية بالاستقرار في منطقة شمال شرق آسيا في حاجة للحديث إلى بعضها البعض ، إن ما تعلمناه من انهيار أنظمة ديكتاتورية أخرى مثل الاتحاد السوفيتي والقذافي في ليبيا أنه كلما كان النظام أكثر استبدادا كان أسرع سقوطا ، هذا هو السبب وراء احتياجنا لخطط طارئة وإنني واثق أن الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية لديها خطط موسعة في هذا الصدد". ويعتقد أوكومورا أن توقيت هذا التسريب مهم، مرجحا أن تكون لدى الصين خطط مشابهة على مدار العشرين عاما الماضية التي شهدت ترنح كوريا الشمالية على حافة الهاوية. وتأتي تلك التسريبات بعد أيام معدودة من تحذير بكين لبيونج يانج، وسط توقعات باختبار نووي رابع ستجريه كوريا الشمالية، بأن الصين لن تسمح مطلقا بنشوب حرب أو اشتعال فوضى على أعتابها. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الصين، وهي الداعم المهم الوحيد الباقي لكوريا الشمالية، رفضت تصدير أي نفط خام عبر حدودها إلى بيونج يانج على مدار الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.