يعقد في دبي خلال الفترة من 7 إلى 10 مايو المقبل، المؤتمرالدولي الثالث للغة العربية، بدعوة من المجلس الدولي للغة العربية، وبالتعاون مع اليونسكو، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم –ألكسو-، واتحاد الجامعات العربية. وسيعقد المؤتمر الذي سيرعاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تحت عنوان (الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي). وكان المؤتمر الدولي الأول للغة العربية قد عقد في بيروت خلال الفترة من 19 إلى 23 مارس سنة 2012، بينما عقد المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية في دبي خلال الفترة من 7 إلى 10 مايو سنة 2013. وجاء اختيارعنوان الدورة الثالثة المقبلة للمؤتمرالدولي للغة العربية، في ضوء العنوانين اللذين اختيرا للدورتين الأولى والثانية، وهما : (العربية لغة عالمية : مسؤولية الفرد والجماعة)، و(اللغة العربية في خطر : الجميع شركاء في حمايتها). والواقع أن موضوع (الاستثمارفي اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي) ينطوي على معان عميقة، ومضامن واسعة، وإشارات دالة. لأن الاستثمار في اللغة، هو استثمارفي المستقبل، وهو أجدى نفعًا وأغنى مردودًا من أي استثمارفي أي مجال من المجالات. وإن الربط بين الاستثماروبين المستقبل، هو ربط حكيم يدل على وجود إرادة قوية مصممة على تطويراللغة العربية والنهوض بها ودرء المخاطرعنها، وجعلها لغة الحياة، ولغة الحاضرولغة المستقبل. ذلك أن الاستثمارهنا يقتضي تجديد اللغة، وتحديثها، وتطويرها، وتكييفها مع المتغيرات التي يعرفها العالم، وجعلها تواكب المستجدات وتندمج فيها. الاستثمارفي اللغة العربية هواستثمار في بناء المستقبل، لأن الأمم بلغتها، وتقدم الشعوب له عدة مسالك، من بينها المسلك اللغوي. فليس بالاقتصاد والصناعة والعلوم والتكنولوجيا فحسب، تتقدم الدول، ولكنها تتقدم أيضًا، بتطويرلغتها، وباحترامها للغتها الوطنية، وبالاستثمارفي لغتها التي هي ثروة قومية. الحفاظ عليها وصونها وتنميتها مسؤولية وطنية وواجب مقدس ورسالة ينهض لها أهل اللغة والناطقون بها جميعًا من جميع الأقطار. ولعل تلك هي المهمة الصعبة التي يؤديها المجلس الدولي للغة العربية والرسالة الحضارية التي ينهض بها. فهل نتوكل على الله، فندعو إلى الاستثمارفي اللغة العربية في بلادنا بهذا المفهوم الواسع والعميق للاستثمار؟.