وصل عدد الاعتقالات في صفوف المشتبه في تورطهم في المواجهات التي عرفتها أخيرا كلية العلوم التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، والتي أدت إلى مصرع طالب (عبد الرحيم الحسناوي) وإصابة اثنين آخرين بجروح، إلى ثمانية طلبة. وأكدت قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء أنه تم اعتقال يوم الأحد الماضي أربعة طلبة يشتبه في تورطهم في المواجهات بين فصيلي التجديد الطلابي والنهج الديمقراطي القاعدي والتي استعملت فيها الأسلحة البيضاء، وقرر وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بفاس تقديمهم أمام قاضي التحقيق. وحسب المصدر ذاته فإن مصادر قضائية أوضحت أنه تم وضع ثلاثة من الطلبة المعتقلين والذين يتابعون بالخصوص بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عين قادوس فيما أطلق سراح متهم رابع. وفي هذا الإطار صرح محمد الزهاري رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان لجريدة «العلم» أنه يدين العنف باسم العصبة ويدين الاعتداء على الطالب الحسناوي، معتبرا أنه اعتداء على الحق في الحياة. وقال الزهاري إن اللجوء إلى التصفية الجسدية واستعمال العنف والإيداء يعبر عن ضعف حقيقي للجهة التي تلجأ إلى مثل هذه الأساليب لتدبير الاختلاف. وأضاف رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان أن النقاش والحوار الطلابي بين مختلف الفصائل وفي ظل مرجعيات فكرية وإيديولوجية مختلفة يجب أن يبقى بعيدا عن الصراع الدموي والتصفية الجسدية، وأن يسمو إلى نقاش فكري للنهوض بأوضاع الجامعة وأوضاع الطلبة المادية والمعنوية، وأن يرفع من مستوى ووتيرة البحث العلمي في الجامعة المغربية. وأوضح أن العصبة تعتبر سنوات التصفيات الجسدية والاعتداءات على السلامة الجسدية للطلبة والطالبات قد ولت وانتهت. وتأسف حين فوجئ بمقتل الطالب الحسناوي وقدم في هذا التصريح عزاءه لكافة أفراد أسرة الطالب ودعا إلى نبذ العنف والعودة إلى الحكمة والتعقل لإيجاد الحلول لكل المشاكل والخلافات التي قد تبدو أنها فكرية في لحظات الاحتقان. من جانبه نبذ محمد نشناش رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان كل أنواع العنف وبأي شكل كان ومن أية جهة كانت سواء من جانب الدولة أو بين المواطنين، وعبر نشناش في تصريح لجريدة «العلم» عن رفضه الكلي للعنف وتألم لما يحدث داخل الجامعة التي اعتبرها مكانا للتكوين والحوار والقبول بالآخر المختلف وإعداد الأطر. وقال رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان إن كان العنف هو المهيمن داخل الجامعة سواء بين الطلبة أو اتجاه الأساتذة فإن ذلك ما يندى له الجبين خاصة وأن المغرب يسعى إلى إرساء صرح الديموقراطية وحقوق الإنسان. واعتبر ما جرى في فاس وفي مراكش وفي عدد من الكليات مرفوضا، ويجب أن يتوقف بشكل نهائي، وترحم على الحسناوي، وقال بصريح العبارة إنه على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في إرساء السلم داخل الجامعة خاصة لتحصين الحرم الجامعي من كل هذه الأنواع، وطالب بالحوار الديموقراطي داخل الجامعة بدل العنف والعنف المضاد وبدل فتح أبواب الفتنة والفوضى، وأكد على التربية على التسامح وخاصة في المؤسسات التعليمية في كل المستويات الإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية.