أكدت دورة أبريل للمجلس البلدي لبني أنصار وفاء الأغلبية لمنطق التدبير المزاجي و افتقادها لرؤية واضحة تهم حاضر و مستقبل مجال جغرافي استراتيجي يقع على خط التماس في مواجهة اقتصاد مليلية المحتلة، فبالرغم من كل محاولات المعارضة التي يقودها فريق المستشارين الاستقلاليين لإنقاذ ما أمكن إنقاذه، و معالجة كافة الاختلالات الناجمة عن فشل سياسة الأغلبية التي لا تزال تبحث عن مصير رئسها الغائب لقرابة أربعة سنوات، فقد ظلت جل المشاريع و الأوراش جامدة و حبيسة الرفوف ،فيما بقيت أخرى سبق أن أنجزت أشطر منها دون المستوى المطلوب من حيث الجودة و الأهداف المرجوة منها. ومن بين النقط الأساسية التي طرحها الفريق الاستقلالي في إطار نقطة نظام تقدم بها الأخوين ميمون البركراكي و محمد أهلال و استفزت الأغلبية المسيرة تعمد الأخيرة عدم إدراج نقط اساسية تهم مصلحة ساكنة المدينة بعدما تأكد عدم قدرة المجلس على مواكبة حاجياتها على مستوى تدبير النفايات و النقل الحضري بما ترتب عنه من مشاكل انعكست على الشأن التلمذي الذي أفرز أكبر معدل في الهدر المدرسي بسبب تهميش جماعة فرخانة التي تم إدماجها في تراب بني أنصار، و حرمانها من كل الخدمات الأساسية من ربط بالنقل الحضري، و غياب تغطية أمنية كافية توفر ما يكفي من الاستقرار خاصة وأن فرخانة رغم انضمامها إلى المجال الحضري لازالت تخضع تحت إمرة الدرك بدل الشرطة. وفي الوقت الذي عجز نائب رئيس المجلس البلدي عن الإجابة و إقناع الحاضرين بجدوى التدابير المتخذة على واجهات مختلفة تفتقد لرابط الانسجام و التصور المندمج ،تساءلت المعارضة حول مصير الحكم الذي صدر في حق المجلس البلدي، و تفادي الأخير عدم إدراجه في جدول الدورة بالإضافة إلى العملية المشبوهة و المعروفة بصفقة مقهى فرخانة التي تم هدمها، و تعويض مستغلها ببقعة أرضية على حساب المصلحة العامة و بشكل تفضيلي دون مراعاة لوضعية العشرات من التجار الذين جردوا من ممتلكاتهم و محلاتهم في إطار إعادة تهيئة مركز فرخانة الحدودي مع مليلية. كما حظيت الزيادات الأخيرة في تعريفة النقل للطاكسيات الكبيرة بنصيب وافر من النقاش لاسيما وأن إقرارها تم في وضعية غير سليمة و خارج القواعد المنظمة لذلك بعدما تهرب المجلس من مسؤوليته في حماية القدرة الشرائية للمواطن. و حفظا لماء الوجه أقدم المجلس على إدراج بعض النقط المتعلقة بإنشاء مشاريع القرب الرياضية في محاولة لاستمالة عطف الشباب و الجمعيات الرياضية و خطب ودها لاسيما مع قرب الاستحقاقات المقبلة ما اعتبرته المعارضة مناورة أخرى فاشلة و محاولة لإطلاق مبادرة هي في الأصل منتوج خالص لمسيرة طويلة من النضال، و المطالب التي قادتها القوى السياسية الفاعلة و المجتمع المدني ببني أنصار و فرخانة، و في مقدمتها الفريق الاستقلالي داخل المعارضة كما كانت نقطة أساسية في نقاشات الشبيبة الاستقلالية ببني أنصار خاصة على هامش مؤتمرها المحلي المنعقد في يناير الماضي الذي تبنى رزمة من المطالب المستعجلة في مقدمتها إنشاء قاعة مغطاة و ملعب بلدي و دار للشباب. ورغم تمسك المعارضة بحقها في المشاركة و تهييئ جدول أعمال يرقى إلى تطلعات الساكنة فقد أسهم اعضاءها في دعم و تثمين مبادرة قادتها جمعيات الآباء و التلاميذ بأهم المؤسسات الإعدادية و الثانوية، و تخص الحد من الهدر المدرسي و إعادة التفكير في الخريطة المدرسية لتؤدي أدوارها بشكل متوازن يراعي الكثافة السكانية، و يأخذ بعين الاعتبار أهم الإشكاليات المطروحة في مقدمتها كارثة مغادرة 123 تلميذة و 1600 تلميذ لحجرات الدراسة في ظل غياب شروط ولوج المؤسسات التعليمية و الاكتظاظ الذي بلغ مستويات غير عادية، مع العلم أن السلطات الإقليمية بالناظور سبق أن وعدت بإيجاد حل لهذه المعضلة عبر توفير وسائل النقل للتلاميذ منذ عشر سنوات من دون أن ترى هذه المبادرة النور خاصة بفرخانة التي تعيش على إيقاع عزلة تامة.