نال مركز فرخانة حصة الأسد من ميزانية الاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة الملكية لشهر يوليوز 2009 لمشروع التأهيل الحضري الذي يندرج ضمن تصور شمولي مندمج يهدف إلى تأهيل بلدية بني أنصار من خلال تحديث النسيج الحضري والتصدي للإكراهات الحضرية العامة والتي تتمثل بالخصوص في تسجيل نمو عمراني غير مهيكل وغير متجانس وضعف أو غياب البنيات التحتية وضعف نسبة التغطية بوثائق التعمير مصادق عليها ونقص في المرافق العمومية والاجتماعية وتدني جودة المشهد الحضري والإطار المبني ، حيث استفادت فرخانة بغلاف مالي يقدر ب 320 مليون درهم، تستهدف تأهيل المدينة وتحديث النسيج الحضري وتمتيعها بأفضل معمار حضاري بحكم الموقع الجغرافي المتميز بغية تحسين مستوى عيش الساكنة . وفي إطار تنفيذ وانجاز هذه المشاريع انطلقت منذ حوالي 9 أشهر أشغال بناء مسجد بمدخل فرخانة بغلاف مالي يبلغ حوالي 30 مليون درهم تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، و بناء مركز سوسيو- تربوي بدوار اياسينن ، والذي سيتم إنجازه بمبلغ عشرة ملايين درهم في إطار شراكة بين وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم الجهة الشرقية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. بالإضافة إلى تشييد مركب تجاري ستنطلق بداية الأشغال فيه في الأيام القليلة القادمة من قبل شركة العمران ، وبعض المشاريع الأخرى المتمثلة أساسا في توسعة و تهيئة الشارع الرابط بين مركز فرخانة ومدينة مليلية المحتلة ، توسيع الشارع الرئيس لفرخانة مع إحداث ملتقى طرقي / مدار وسط فرخانة ، وإعادة هيكلة وتوسيع الشوارع المتفرعة عن المركز في اتجاه بني شيكر و ثانوية فرخانة . وقد انطلقت أشغال هدم المحلات التجارية المتواجدة بمركز فرخانة ، والتي يعود تاريخ بنائها إلى ما ينيف عن نصف القرن ،منذ بداية شهر يناير المنصرم بعد أن توصلت اللجنة المكلفة بمتابعة هذه المشاريع الملكية المكونة من السلطة المحلية و المجلس البلدي لبني أنصار و جمعية التجار بفرخانة إلى اتفاق مع أصحاب المحلات التجارية يقضي بنقل سلعهم وأمتعتهم إلى المركب التجاري الخاص بمركز فرخانة ، الذي يوجد في ملكية احد أعيان المنطقة ، لمدة 15 شهرا تتكلف شركة العمران بأداء ثمن الكراء المحدد في 1700 درهم شهريا عن كل محل . ولحدود كتابة هذه الأسطر استطاعت اللجنة المكلفة بمتابعة هذه المشاريع و السهر عليها أن تتوصل إلى إرضاء جميع أصحاب المحلات التجارية الذين كانوا قد ابدوا بعض التخوفات في البداية من الاقتراحات التي وصفوها بالحلول الترقيعية ، لكن مرت عملية توزيع المحلات بطريقة سلسة أرضت جميع الأطراف المعنية . وقد باشر السيد العاقل بنتهامي عامل صاحب الجلالة على إقليمالناظور متابعة أشغال هذه المشاريع بنفسه رفقة باشا مدينة بني أنصار و قائد قيادة مزوجة (الملحقة الإدارية الأولى لبني أنصار) وخليفته و بعض أعضاء المجلس البلدي ، حيث قام بعدة زيارات ميدانية لمتابعة سير الأشغال عن قرب ليلا ونهارا . هذا ،وقد ذكرت بعض المصادر المطلعة " لناظور سيتي " أن احد المسئولين ببلدية بني أنصار أقدم على بيع بعض الممتلكات الخاصة بالبلدية بعد عملية الهدم التي طالت بناية الملحقة الإدارية القديمة للبلدية بمركز فرخانة و نقل جميع الأغراض و اللوازم الإدارية إلى المقر الجديد الذي أكتري للمجلس البلدي في إحدى العمارات المتواجدة بالمركز ، وتتمثل هذه الأغراض التي بيعت بطريقة غير قانونية في ما يزيد عن 20 نافذة من الحجم الكبير ، ومثل هذا العدد من الأبواب ، بالإضافة إلى بعض المكاتب و الموائد الخاصة باجتماعات المجلس ،وبعض القضبان و السياجات الحديدية ،كما عاين "ناظور سيتي " إتلاف بعض السجلات و الوثائق الإدارية التي قد يكون بعضها مهما . وجدير بالذكر أن فرخانة البالغ عدد سكانها أزيد من 20433 نسمة، حسب إحصاء 2004 ، لا زالت تعاني من الكثير من المشاكل ، و تتمثل أساسا في : - غياب الأمن ، حيث لا يزال السكان يعتبرون أنفسهم يعيشون في المدار القروي ، رغم إدماج فرخانة مع بلدية بني أنصار ترابيا منذ حوالي سنتين ، بحكم علاقتهم الإدارية بمركز الدرك الملكي ، الأمر الذي يشجع على تنامي ظاهرتي السرقة و الاتجار في المخدرات بشكل خطير ، لذلك لازالت ساكنة فرخانة تحس بالتهميش وتطالب بتوفير مفوضية للشرطة . - غياب وثيقة التعمير (تصميم التهيئة الحضرية) مما يؤثر سلبا على جمالية المدينة بسبب البناء الفوضوي الناتج عن عدم منح رخص البناء مما يؤدي إلى التشجيع على بروز أحياء شعبية عشوائية تفتقر إلى التجهيزات الضرورية ، الأمر الذي يؤثر سلبا على مداخل الجماعة ويساهم في تفشي البطالة ،خصوصا إذا علمنا أن اغلب الحرف لها علاقة بميدان البناء . - غياب النقل الحضري ، حيث لا تزال الساكنة تطالب بإيصال النقل الحضري إلى ابعد نقطة من تراب البلدية ، والسماح لسيارات الأجرة الصغيرة بالعمل على تراب ملحقة فرخانة ، كما تطالب الساكنة بالضغط على شركة فيوليا لتسديد خدماتها لسكان ملحقة فرخانة . - مشكل الهذر المدرسي ، ومما يشجع عليه عدم استيعاب الثانوية الوحيدة بفرخانة لجميع التلاميذ ، مما يتطلب ضرورة فصل الإعدادية عن الثانوية ، وبناء ثانوية جديدة ، ومدرسة ابتدائية بدوار تسمغين وأخرى بدوار سمار . - الصحة : منذ مدة و الساكنة تطالب بتوفير الأطر الطبية التي يتطلبها المستوصف حتى يتسنى له أداء الخدمة على الوجه المطلوب ، بالإضافة إلى توفير الأدوية حسب حاجيات الفئة الضعيفة .. - إغلاق مسجد مولاي إدريس ( المركزي ) منذ حوالي سنة، الأمر الذي جعل سكان المركز يصلون في بهو خاص يفتقر إلى شروط أداء فريضة الصلاة على الوجه المطلوب ، لكن بوجود جمعية النور للتنمية الثقافية و الاجتماعية التي تبنت مشروع هدم وإعادة بناء هذا المسجد التاريخي ، وبوجود نية صادقة من قبل السلطة المحلية التي وعدت بإيجاد الحل قريبا ربما ستنطلق أشغال إعادة البناء في الأيام القليلة القادمة . - غياب بعض تجهيزات البنية التحتية : حيث تنعدم قنوات الصرف الصحي ، والإنارة العمومية ، و المسالك الجماعية... كما أن الساكنة لازالت تطالب منذ مدة غير يسيرة بتشييد دار الشباب ، وملعب لكرة القدم ، ومرفق البريد الذي يعتبر من الأساسيات الملحة . والى غاية تحقيق بعض هذه المطالب و الأمنيات تبقى آمال الفرخانيين معلقة بالمشاريع المولوية التي ستغير وجه فرخانة وستفتح آفاقا رحبة و متنفسا جديدا للساكنة التي تعيش على بعد أمتار قليلة من مدينة مليلية السليبة التي يضرب بها المثل في النظافة وجمالية العمران .