نظمت الجمعية المغربية للإنصات والتحاور الأربعاء الماضي لقاء تواصليا بمناسبة الانطلاق الرسمي لعمل مراصد الإنصات والتحاور بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ، برمجت من خلال عدد من العروض للمختصين وعرضا سينمائيا وورشة عمل موضوعاتية. وقال البروفسور جلال توفيق إطار طبي بمستشفى الرازي بسلا إن مشاكل الإدمان داخل المؤسسات التعليمية والذي يتصاعد بحدة، يعد أحد الجوانب التي يمكن لخلايا الإنصات أن تنكب على معالجتها مضيفا أن قضايا الاضطرابات السلوكية والعقلية والنفسية للمراهق داخل المدارس لا يجب أن تواجه بالاستخفاف والابتذال، وتتطلب العلاج مهما كانت عوارضها حتى لا تكون نتائجها وخيمة وتتحول إلى سلوكات هجومية عدوانية. وأوضح أن مراصد الإنصات والتحاور يمكن أن تلعب دور الوقاية والرصد والتكوين بالأقران لبلوغ الأهداف المنشودة. وأكدت نجاة الصالحي باسم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين أن مبادرة مراصد الإنصات والتحاور تتماشى وأهداف وزارة التربية الوطنية والأكاديمية الجهوية لتجاوز المعيقات السيكولوجية والتربوية للتلاميذ والتلميذات، وتندرج ضمن المخطط الاستراتيجي لمحاربة الهدر المدرسي وتغيب التلاميذ، موضحة أنه بوجود هذه المراصد داخل المؤسسات يمكن فهم أسباب التغيب الذي يؤدي إلى التغيب المستمر ويولد الهدر المدرسي. ودعت إلى ضرورة مصاحبة التلاميذ عبر الإنصات إليهم وفسح المجال أمامهم لمواجهة مشاكلهم بجرأة ووعي، وإرساء حوار عمودي أفقي والقطع مع ماهو فوقي في إطار مقاربة نسقية تشاركية بالاعتماد على البرامج المدمجة والتكوين بالأقران والنوادي المدرسية والصحية، لكن المطلوب تقول هو الخيط الناظم بين هذه العمليات. وأبرزت أن تجربة التحاور أثمرت نتائج إيجابية، حيث أفصح بعض التلاميذ والتلميذات إما مباشرة أو من وراء الستار عن بعض المشاكل الخاصة أو الأسرية التي كانت تعيق مسيرة التحصيل. أما محمد غانم الكاتب العام للجمعية ورئيس الجلسة فأكد أن الجمعية المغربية للانصات والتحاور ارتأت أن تطلق اسم مراصد الإنصات لخلايا الإنصات نظرا للحاجز النفسي والاجتماعي الذي يواجه عمل المراكز الاستماعية، مضيفا أن عملية الإنصات يمارسها أخصائيون نفسانيون ومساعدات اجتماعيات، وهكذا تمكنت الجمعية من تكسير الحاجز بين الخلايا والتلاميذ حين أعطت للعملية بعدا أعمق وأسسا تشاركية، كما قدم ملخصا عن تجربة الجمعية في هذا المجال بعدد من المؤسسات التعليمية بمدينة الداخلة. من جانبها أوضحت نادية بزات عن الجمعية المغربية لمحاربة داء السيدا أن المدرسة لها دور أكبر من الطبيب فيما يخص التوعية بمرض الإيدز، لكن المهمة تظل صعبة لكونها معركة يومية، وأكدت أن المؤسسات التعليمية ستعرف في هذا الأسبوع من نونبر والأسبوعين الأولين من دجنبر المقبل حملات تحسيسية بالسيدا والأمراض المنقولة جنسيا. وقدمت أمينة بعجي رئيسة الجمعية المغربية للانصات والتحاور عرضا حول مهام وأهداف وأنشطة الجمعية، كما تحدثت عن الشراكات التي مكنت من تحقيق تراكمات في مجال الإنصات داخل المؤسسات التعليمية بل وعلاج انحرافات معقدة لدى التلاميذ (سنعود بالتفصيل لهذا العرض). إثر ذلك تم تقديم شرط قصير تحت عنوان «حين غاب التواصل» الذي أعده تلامذة ثانوية عمر الخيام بتنسيق مع المخرج حسن بنعبو والممثل رشيد الوالي وعدد من تلاميذ المؤسسة حيث جسد صراع جيل المراهقين المتمدرسين مع جيل الكبار، صراع ترتبت عنه معضلات نفسية واجتماعية وغياب ثقافة الحوار والإنصات واليد الممدودة من طرف جيل الكبار سلوكات منحرفة كادت تؤدي الى ضحايا في الأرواح.