* مازالت القناة التلفزية الأولى مصرة على استغفال المشاهدين المغاربة وهي ماضية في تقديم ما تطلق عليه من سهرات فنية تتنوع أسماؤها وماهي سوى لقطات لسهرات ا لأعوام الماضية وهو نفس النهج الذي ينطبق على الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وكأني بهذا النهج الغير المفهوم تعلن إفلاسها الكلي بخصوص الإنتاجات الجديدة رغم محاولتها الأخيرة بذر الرماد ببعض البرامج القصيرة العمر التي لا فائدة ترجى من ورائها للمشاهد. وبالعودة للسهرات الفنية فهي رغم فبركتها الواضحة للقناة فهي تفتقد إلى المتعة الفنية الطربية أمام الغياب الفاضح لأنماط الطرب المغربي الأصيل من أندلسي وغرناطي وملحون وأغاني محبوبة عند المشاهدين بألحانها ومطربيها ومبدع كلماتها ليحل البديل لهذا الصخب الغنائي وأغاني الأعراس والأنماط الأخرى الدخيلة التي يقال عنها الفن الشبابي، تحت غطاء إرضاء الأذواق التي لا يمكن أن تحل محل الطرب الأصيل وبهذا الغزو الخطير لسهرات هذه القناة التي نرى إن كان إصرارها على تقديم لقطات من سابق السهرات فلم لا على الأقل النبش في أرشيفها لإعادة بث السهرات الكبرى التي كانت مليئة بالأنماط الموسيقية المغربية وبأداء أكبر الفنانين وأعرق وأقوى الأجواق الوطنية في الأندلس والغرناطي والملحون والغيطة وحتى الفلكلور، فهذا التكرار إن تم فهو سيكون مقبولاً ومحببا لدى المشاهدين لأنه على الأقل سيعيدهم إلى الزمن الجميل بفنانيه وإبداعاتهم المؤثرة أما أن تتواصل عملية انتقاء لقطات من هنا وهناك وقل للمشاهدين هذه سهرة فنية فهذا معناه الضحك على المغاربة، فكفى من الاستخفاف بذكاء المشاهدين.