... يبدو لمتتبعي البرامج اليومية بالقناتين الأولى والثانية وكأن هذين الأخيرتين لهما موقف من الأغاني المغربية والطرب الأندلسي وطرب الملحون وهذا يتضح للعيان من خلال التهميش الذي يطال هذه الأنماط من الطرب المغربي المحبب لدى الإنسان المغربي بمختلف قناته العمرية وملاحظتنا لا تأتي من فراغ ومعنا العديد من المشاهدين في وقت تخلو فيه البرمجة من أغاني أو طربين المشار إليهما ولو على الأقل في المدة الفاصلة بين البرامج المقدمة أو المسلسلات المتتالية الواحد بعد الآخر كما نرى بأعيننا طيلة اليوم ونحن نعلم أن خزانة القناتين مليئة بالتسجيلات القيمة للأغاني والوصلات الأندلسية وطرب الملحون والطرب الغرناطي والتي لا تحتاج سوى لنفض الغبار عليها وإعادة الحياة لها ببرمجتها ضمن فترات الإرسال وبالتالي إرضاء رغبات المشاهدين الذين عبروا لنا عن استباقهم لهذه الإبداعات الأصيلة التي ليس من حق القناتين القيام بتهميشها وحرمان المتذوقين لها من الاستمتاع بها، والغريب أن هذا التهميش يتعدى التغيب في البرامج اليومية إلى شبه حذف معلن وخاصة لطربي الملحون والأندلسي خلال السهرات الفنية التي تبادر كل قناة القيام بها على قلتها هذه الأيام والإنكباب الكلي على المسابقات الفنية كوميديا بالقناة الأولى واستديو دوزيم بالثانية، حيث يدرك الجميع في هذه السهرات غيابا كليا لهذين النوعين الطربيين وحتى برنامج شذى الألحان بالقناة الثانية الذي كان متنفسا للمشاهدين وهو يهتم بهذه الأنماط الطربية بشكل كبير ومجهود محمود نزلت عليه (يد الميتة) كما يقول المثل الشعبي المغربي في الأسابيع الأخيرة لأسباب لا يعلمها غير القائمين على البرمجة بقناة عين السبع الذين يجهل توجههم في البرمجة التي تتغير من يوم لآخر لسنا ندري هل هي وفق دراسة معمقة أم مزاجية للمشرفين يحكمون فيها أذواقهم دون اعتبار لما يروق أو لا يروق المشاهد الذي هو بالأساس رأسمال كل قناة تحترم ذوقه واختياراته. على غرار ما تقوم به القنوات الخارجية والعربية منها على الخصوص التي تضع طربها الأصيل ومنتوجاتها الفنية في الدرجة الأولى وبعدها الابداعات الخارجية أو كما يحلو للكثير تسميتها بالدخيلة. على بعض أنواع هذه الانتاجات التي تحظى بقناتينا بالاهتمام المبالغ فيه، لا تقابل للأسف قنوات غيرها ولو بإدراج أي منتوج فني مغربي لدرجة التجاهل الكلي له وللمسؤولين لقناتينا التفحص في البرامج الفنية لهذه القنوات للوقوف على هذا التجاهل المقصود. الشيء الذي يفرض علينا العودة إلى الرشد الذي لن يتم سوى بعودتنا القوية لمنتوجنا الفني الأصيل وترك التعلق بما يقوم به غيرنا فما لنا هو لنا وما لهم فهو لهم والبقاء للأصلح ولا أصلح في رأينا من طربنا الأصيل.