نذكر جميعا أن القناتين إلى زمن قريب كانتا تجدان في تقديم وصلات موسيقية ممتعة من موسيقى الآلة (الأندلسي والغرناطي) وطرب الملحون والاغنية المغربية الطربية للرواد، وكانت هذه الوصلات تبث يوميا خارج البرامج المعلومة وكانت تجد إقبالا وإستحسانا لأنها تروح على النفس وتنعش الوجدان لدى المشاهدين أمام زخم الأخبار والحروب والكوارث الطبيعية والمشاكل المطروحة في العديد من البرامج السياسية والاجتماعية والإقتصادية ووصفات الطبخ وتخمة المقابلات الرياضية دون أن ننسى إسهال المسلسلات الأجنبية والإصرار على تكرار الأفلام التي حفظها المشاهدون عن ظهر قلب. ولسنا ندري هل بث ما نحن بصدد الحديث عنه سيكلف معدي برامج القناتين شيئا ما؟ في وقت لايتعدى الأمر الرجوع إلى أرشيفهما الغني بهذه الأنماط الموسيقية وإنتقاء وصلات وأغاني ثم برمجتها خلال فترات البث عوض تكرار حلقة مسلسل أو فيلم وحلقة طبخ. قد يقول المبرمجون بأن هناك سهرات فنية تعتني بهذا الجانب وهنا نقول بأن أغلب هذه السهرات تتجه إلى إبراز أنماط موسيقية أخرى وتخلى عن الإبداعات الفنية المغربية الطربية التي مازال البرنامج الوحيد المخلص لها هو شذى الألحان الذي أوكل أمر إعداده لفنانين ومبدعين متميزين. إننا ونحن نثير هذا الموضوع لسنا بأوصياء على موسيقانا وطربنا وجيل الرواد من فنانينا ولكن دورنا أن ننقل للمسؤولين بقناتينا ما يطرح علينا جمهور المشاهدين ليس من الرعيل القديم بل من الجيل الجديد والذين عبروا عن استغرابهم الكبير من هذا الغياب الذي لا نتمنى أن يكون إقصاءل بقدر ما نأمل أن يكون سهوا أو تغافلا يمكن العمل السريع على تفاديه لإرضاء أذواق فئة عريضة من المشاهدين الذين يجب على القناة الحفاظ عليهم.