نظمت مجموعة مدارس المبادرة بالرباط تظاهرة ثقافية اختارت لها محور أسبوع الكتاب واتخذت شعارا لها "القراءة في الزمن الرقمي"، وجاء ضمن أهداف هذه التظاهرة تحسيس التلاميذ بدور الكتاب وأهمية القراءة لتعميق المعارف وتوسيع آفاق الاطلاع على الحقول العلمية والأدبية. واكدت الاطر التربوية بهذه المؤسسة خلال افتتاح الأسبوع الأول للكتاب ان هناك تلازما بين المطالعة او القراءة الورقية وبين المطالعة الرقمية والتطور التكنولوجي مضيفين ان عدة دول لا تزال تحقق الريادة الثقافية والمعرفية لوعيها بأدوار القراءة والنشر والمطالعة، وبالتالي ليس هناك تزاحما بين الرقمي والورقي بل هناك تنافس شريف بين المجالين، حيث يؤدي كل مجال دوره كلاسيكيا كان او حديثاً. وأوضح مدير مؤسسة المبادرة احمد فرشوط خلال اللقاء التواصلي مع التلاميذ وبعض أوليائهم ان القراءة لها متعة خاصة نظرا للمكانة والموقع الذي يحظى به الكتاب كخير مؤنس وجليس زاخر بالمعلومات والمعطيات التي تنير عقول القراء سواء كانوا أطفالا او شبابا او كبارا. وتعزيزا لهذه البادرة الهادفة الى إبراز مزايا القراءة والمطالعة، نظم أطر المؤسسة معرضا لعدد من المنشورات التي توزعت بين الروايات والمجموعات القصصية والمجلدات والكتب العلمية والفنون والسنيما والسير الذاتية، وكذا مساهمات من إنتاج تلاميذ المؤسسة حول حقوق الطفل والبيئة والسلامة البدنية للأطفال. وقد عرف اللقاء حضور ممثلين لجمعية دفاتر وبيت المبدع وملتقى الصورة موازاة مع حقوقيين واعلاميين ومبدعين في مجال الشعر والزجل وهو ما أعطى للقاء نكهة خاصة حيث استمع التلاميذ لقراءات شعرية ومقتطفات فلسفية تندرج ضمن أهداف أسبوع الكتاب. بعد ذلك فسح المجال أمام الأستاذة عتيقة كلفاع المكلفة بالتنشيط الثقافي والتربوي لتقديم حكايات شعبية ونوادر يزخر بها الموروث الثقافي الشعبي المغربي والتي لقيت وفي هذا السياق تجدر الإشارة الى ان احدى الدراسات الحديثة في فرنسا حول اثار التلفزيون والوسائل الرقمية أكدت ان التلاميذ الذين يكرسون وقتا أكبر للقراءة والمطالعة ووقتا اقل للأجهزة الرقمية يتفوقون على أقرانهم بأربع او خمس نقط (16 او 17 مقابل 12) في عدد من المواد وخاصة الفرنسية والتعبير والإنشاء والرياضيات.