منذ فاجعة مقتل خمسة عشر موطناً من دول جنوب الصحراء، صبيحة يوم 6 فبراير المنصرم، غرقاً، بشاطىء (طراخال ) بالنقطة الحدودية البحرية الوهمية بسبتة السليبة، والضمير الإنساني، وخاصة منه الأوروبي والإسباني، يضغط على الحكومة الإسبانية، لفتح تحقيق قضائي، ومعاقبة عناصر الحرس المدني بالثغر المغربي المحتل، الذين استعملوا العنف، وإطلاق الرصاص المطاطي في حق الضحايا المسالمين.. ولتهدئة الخواطر، قام وزير الداخلية الإسباني (خورخي فيرنانديس)، بتقديم تقرير أمني أمام اللجنة البرلمانية، لكن ذلك، لم يقنع المعارضة البرلمانية، والتي طالبت فيما بعد، بتكليف لجنة لتقصي الحقائق بعين المكان، وهو الطلب الذي تم رفضه في الحين من قبل الحكومة ذات الأغلبية البرلمانية.. ومع ذلك، تزايد الضغط الأوروبي، وخاصة من قبل مفوضية الإتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية السيدة (سيسليا مالمستروم)، ودخول القضاء الإسباني على الخط، وإثارة الموضوع، في اجتماع الأربعة المنعقد يوم 20 فبراير بفرنسا (فرنسا، والبرتغال، وإسبانيا، والمغرب)، وإصرار المعارضة على كشف الظروف المحيطة بالموضوع... قرر وزير الداخلية الإسباني المعني بالملف، القيام بزيارة ميدانية لكل من سبتة السليبة (يوم 3/5) ومليلية السليبة (يوم 3/6)، الهدف منها، إبلاغ السلطات الحاكمة هناك، بعزم الحكومة الإسبانية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، على تشديد إجراءات المراقبة الحدودية، من خلال وضع حواجز مشبكة إضافية، يصعب تسلقها من قبل المتسللين المحتملين، وخاصة في محيط سبتة السليبة، مع وضع فرقة خاصة من الحرس المدني مكونة من 20 فرداً، وتعزيزها بطائرة مروحية تعمل في الأوقات الليلية على امتداد الشريط المسيج الذي يتجاوز طوله ثمانية كيلومترات.. وخلال ندوته الصحفية المنعقدة بسبتة السليبة مساء يوم الأربعاء 3/5 ، أوضح وزير الداخلية الاسباني (خورخي فيرنانديس)، بأنه قبل مجيئه الى سبتةالمحتلة، اتصل هاتفياً بوزير الداخلية المغربي، وأنه حدد معه يوم 26 من مارس الجاري، عقد اللقاء الأمني الإسباني المغربي المشترك بمدينة طنجة، وأن هذا اللقاء، سيخصص لتقييم عمل اللجنة الأمنية المشتركة بضفتي البوغاز (الجزيرة الخضراء/ طنجة)، إضافة للمواضيع الأمنية الكبرى، وهي الجريمة العابرة للقارات، وتهريب المخدرات، والإرهاب، والهجرة السرية، وتبييض الأموال. وعلمنا في آخر لحظة، بأن سيارة انتحارية وعلى متنها مجموعة من «الحراكة» حاولت صباح يوم الخميس، اجتياز الحدود الوهمية بمليلية المحتلة، لعلمها بوجود وزير الداخلية الاسباني وقتئذ هناك في زيارة تفقدية للحواجز الأمنية العازلة، غير أن القوات الأمنية المغربية، تصدت لها، ومنعتها من ذلك..