انتهت الدورة الخريفية للبرلمان وأسدل الستار على زخم من اللغط والمبارزة والعنتريات... حتى أن المتلقي والمشاهد العادي حين يغيب عن شاشة المسلسلات التركية أو المكسيكية، يجد ضالته للتسلي في الوصلات البرلمانية ويتفرج على نواب الشعب يتقاذفون قضاياه بين الغمز واللمز... يقولون إن أهم ما يجري تحت قبة البرلمان هي أشغال اللجن لكن هذه لايصل المواطن منها إلا بعض اللقطات في شكل تصريحات لنواب يلهثون وراء الكاميرا ولاتوجه إليهم.. أسدل الستار وراح كل لحاله.. لكن الرابح الأكبر... هو الحركة النسائية المغربية التي شحذت كل قوى وأصوات المجتمع المدني والحقوقي لوقف نزيف اغتصاب بمباركة القانون في حق بنات صغيرات في عمر الزهور، يوأدن باسم الشرف ودرء الفضيحة، والفصل 475 هو أداة ذبحهن.. أقول خاضتها الحركة النسائية بكل أطيافها حربا ضروسا لإقبار هذا الفصل من القانون الجنائي الذي كان يجيز زواج القاصر من مغتصبها أو المغرر بها، وصادق مجلس النواب بالإجماع على مقترح قانون يقضي بحذف فقرة من الفصل 475 من القانون الجنائي التي تتعلق بزواج القاصر من مغتصبها ونص المقترح على حذف الفقرة الثانية. إذن بإجماع السلطة التشريعية راحت الفقرة الثانية من الفصل 475 من القانون الجنائي الى غير رجعة، وأيضا بإجماع الرأي العام كان هذا الحذف أهم نقطة تحسب للبرلمان في دورته الخريفية وبهذا الحذف أيضا حققت الحركة النسائية كسبا، وحق لنا أن نقول لأمينة الفيلالي نامي قريرة العين... لأنك أشعلت الشرارة التي احترق بها نص الفقرة الثانية من الفصل 475 من القانون الجنائي... نعم لك ولكل ضحايا الاغتصاب... انقشعت الغيمة، ولن تعود أية فتاة اغتصبت في الظلام ولم يُسمع أنينها، أن تغتصب كل ليلة بمباركة القانون. استريحي أمينة الفيلالي لقد قتلت بشجاعتك فقرة من القانون، قتلت فتيات كثيرات وسببت لهن آلاما كنت أنت من وضع حدا لنزيفها... ومرة أخرى نامي قريرة العين.