شددت حركة "مجتمع السلم في الجزائر" على موقفها الرافض لقرار السلطات الجزائرية منع الترويج لدعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية المرتقب تنظيمها في 17 أبريل القادم. واعتبر عبد الرزاق مقري رئيس الحركة، أن سلطات بلاده لا يمكنها بحال منع حزبه من الترويج لقراره بمقاطعة انتخابات الرئاسة. مضيفا في اجتماع لأطر الحزب في العاصمة، "لا يستطيع أحد أن يمنعنا من توضيح رأي الحركة للرأي العام". وكانت حركة مجتمع السلم أعلنت يوم السبت الماضي، قرارها "بمقاطعة انتخابات الرئاسة الجزائرية، بسبب رفض السلطة لمطالب المعارضة بتوفير ضمانات لنزاهتهما"، بحسب بيان للحزب. وصرح وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز في وقت سابق، أن الترخيص بالنشاط الخاص بالحملة الانتخابية والتجمعات في القاعات سيمنح للمرشحين الرسميين فقط. الأمر الذي عقب عليه رئيس حركة مجتمع السلم بعتباره " انغلاقا سياسيا تنتهجه السلطات"، مضيفا: "سنعمل في الأسواق والمقاهي وحتى على شبكة الانترنت لشرح مواقفنا للرأي العام". هذه الأخيرة، أصبحت وسيلة ناجعة يتخذها ناشطون جزائريون شباب من أجل التنديد بما يجري في بلادهم من تصرفات قمعية للسلطات، يوثقون لها بالصوت والصورة ويعملون على بثها عبر مجموعة من الحوامل الإلكترونية المختلفة. وأفاد موقع " غلوبل فويسز" الذي يضم مجموعة من المدونين الدوليين في مقال له يوم الجمعة الماضي، أن "استعمال الشبان الجزائريين للتكنولوجيات الحديثة يتزايد باستمرار لفضح القمع الذي تمارسه السلطات التي أخذ نظامها الأمني يتزعزع بفضل حضور النشطاء الجدد في المواقع الإلكترونية". وأشار ذات المصدر أن "هؤلاء الشباب الذين أصبحوا أكثر تكوينا ويقظة، أدركوا تأثير وجدوى نشر الصور والمشاهد عبر الشبكة العنكبوتية، في الدفاع عن حقوقهم الأساسية والتنديد بممارسات النظام الجزائري". وتطرق الموقع إلى المظاهرات التي شهدتها أخيرا منطقة غرداية الجزائرية، التي تعيش على وقع العنف منذ أزيد من شهرين، ويعاني شبابها من البطالة والهشاشة، ويعتبرون أنفسهم ضحايا لممارسات جائرة للسلطات السياسية الجزائرية". واعتبر موقع "غلوبل فويسز" أن اعتقال رجال الأمن الجزائريين للشباب المحتجين، وتعنيفهم وضربهم واقتيادهم لمراكز الشرطة، دفع عددا من هؤلاء إلى استعمال التكنولوجيات الحديثة لنشر أشرطة فيديو تصور مشاهد القمع وشهادات الشبان الذين تعرضوا للتعذيب والضرب من قبل الشرطة". وكشف الموقع كيف أن أحد رجال الدرك، وهو أيضا عضو في تجمع نشطاء المواقع الإلكترونية، صور بشكل سري زملاءه وهم بصدد كشف معلومات سرية حول الاعتقالات التعسفية والتعذيب الذي تمارسه قوات مكافحة الشغب. الصحافة المواطنة بدأت تنتشر في الجزائر، يؤكد الموقع ذاته، مما جعلت قمع الأمن للمحتجين والمطالبين بحياة كريمة صعب الكتمان"، مبرزا أن "نشطاء المواقع الإلكترونية كسبوا معركة كبيرة ضد النظام الجزائري، ونجحوا في دفعه للتراجع خلال فترات الدفاع عن حقوق الإنسان".