في تقرير لموقع "دام بريس" الإخباري التركي كشف التاريخ الأسود لرئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" الإخواني الذي ينفذ أجندة "التنظيم الدولي للإخوان" الداعم لسفك الدماء في العالم. وقال الموقع الإخباري أن "أردوغان" الذي يحلم بعودة الخلافة العثمانية وتتويجه خليفة المسلمين العثماني، له تاريخ خفي لا يعلم عنه الكثيرون، فهو التركي ذو الأصول اليهودية الذي نشأ نشأة فقيرة، لكن بالمكر والخداع والفساد أصبح "ملياردير" على قائمة "فوربس" العالمية، وظهر ذلك من خلال هذا التقرير عن الحياة الخلفية والأعمال التجارية ل"أردوغان". وقد احتار الباحثون في التوصل لأصول "أردوغان" وهناك ثلاث نظريات مختلفة عن أصل "أردوغان" تتفق كلها أنه ليس تركيا أصيلاً، الأولى تقول إنه يهودي- حسبما قال الكاتب التركي "Ergün Poyraz" في كتابه "أبناء موسى"، وزوجته أيضًا يهودية بحسب هذا الباحث. أما الرأي الثاني للكاتب التركي "Y. Küçük" يقول إن نسب "أردوغان" وثلاثة من أهم أركان حكومته هم من يهود الخزر "كرماشيون"، والرأي الثالث قال أنه جورجي استنادا لقول "أردوغان" عندما قام بزيارة رسمية ل"جورجيا" وأثناء المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الجورجي، قال إنه جورجي الأصل. وهناك رأي آخر يقول إن "أردوغان" "لازي" (اللاز قومية صغيرة من بقايا الروم، تقيم في منطقة الساحل الجنوبي للبحر الأسود، شمال تركيا) وظهر ذلك في تصريح ل"أردوغان" في حديث أجراه مع أبيه أنهم لازيو الأصل. وبذلك يعود "أردوغان" بأصله إلى الأقلية اليهودية الموجودة في "جورجيا" وانتقلت عائلته إلى "ليزة" بشمال "تركيا"، وأسلمت هناك، والكثير من عائلات تلك المنطقة حديثة الإسلام نسبيا، ومن الوارد جدا أن تكون عائلة "أردوغان" إحداها (ويوجد لدى الصحفي "E. Çölaşan" نسخة من شهادة عقد الإزدياد الخاصة ب"أردوغان فيها أسماء إسلامية محرفة حسب اللفظ اللازي: فاطمة أصبحت فاتولي، حواء أصبحت هاوولي...) ومن هنالك انتقلت العائلة بشكل تام إلى "إسطنبول" وتم تغيير أسمائهم بما يناسب "تركيا" واستقرت العائلة بحي "قاسم باشا" الشعبي حيث ولد ونشأ "أردوغان". لقد ولد "أردوغان" وشب في هذا الحي الشعبي، ولفهم شخصيته لابد أن نفهم طبيعة الأحياء الشعبية الإسطنبولية خاصة، فهناك شخصية "فتوة الحي"، وكان أيضًا النبع الذي غرفت منه الطرق الدينية المتعصبة مريديها. ومن هذه البيئة اكتسب "أردوغان" خواصه التي لازمته طويلاً، والتي لم تكن دائمًا متسقة مع الأعراف الدبلوماسية، ومنها انفعاليته على طريقة "فتوة الحي" - مشهد "دافوس"- كما تميز بعادة الشتم التي عرفنا أنه تاب عنها أكثر من مرة ليعود ويشتم من بعدها. وآخر ما نعرفه عن توباته المتلاحقة عن عادة الشتم هي بعدما شتم قاضيًا ينظر في قضية انتخابه رئيسًا لبلدية "إسطنبول". ويقول التقرير الذي أعده الموقع الإخباري "ولا يمكننا إلا أن نعترف بأنه كان مبتذلاً للغاية في رده على مزارع البندق الذي شكا الأوضاع المادية" المزارع: أمنا بكيت يا سيادة الرئيس! فرد عليه "أردوغان": إي خذ أمك وإذهب من هنا، كفاية تمثيل ولا!!" وعندما دخلت الجماعات الدينية والطرق للعمل التجاري مثل "جماعة الإخوان المسلمين" وغيرهم، برز مصطلح "الشركات الخضراء" و"الرأسمال الأخضر" أي الممول من الإسلاميين، وظهرت شركات مثل شركة "أولكر" لمنتجات البسكويت والشوكولاتة التي كان "أردوغان" وكيلها ومسئول تسويقها في "إسطنبول"، و"بنك البركة الإسلامي" الذي كان الرئيس التركي "عبد الله جول" مسئول فيه (وأحد مموليه هو الملياردير السعودي ياسين القاضي المعتقل حاليا لعلاقته بتنظيم القاعدة) وأيضًا معمل المحركات "غوموش موتور"، الذي كان "نجم الدين أربكان" رئيس مجلس إدارته. وبرزت بشكل موازٍ حملات جمع تبرعات من قبل مشايخ الجماعات الدينية وحسب زعمهم تجمع الأموال لصالح "العمل على تأسيس الخلافة الإسلامية" و"إعادة حكم الله إلى إسطنبول التي حكمها الطواغيت"، وهي تتوجه بشكل خاص للمغتربين الأتراك العاملين في "ألمانيا"، كما التزم عدد من رجال الأعمال المرتبطين بهذه الجماعات بأداء جزء من دخلهم لصالح الجماعة الإسلامية التي ينتمي إليها كل منهم. وقد وصفت جريدة "جمهورييت" التركية في عدد لها نشر سنة 2005 ظاهرة جمع التبرعات ب"الخرطوم الأخضر" كناية عن "الشفط الإسلامي" ونقلت عن غرفة تجارة "أنقرة" تقديرها لحجم الأموال المجموعة ب 15 مليار أورو (فإذا كان الوضع كذلك سنة 2005 فما هو الوضع الآن، وبكل تأكيد، تجاوزه بأضعاف مضاعفة) وفي السنوات التالية اتخذت حملات جمع التبرعات شكلا أكثر مؤسساتية بمشاركة عدد من وزراء حكومة "أردوغان". وقد أضحت التبرعات تجمع بضمانة السيد "رجب طيب أردوغان"، لكن عندما أحس بعض المتبرعين بالظلم قام "أردوغان" بالتبرؤ ممن جمع التبرعات. ومن أبرز الفضائح التي اشتهرت في قضية التبرعات قضية "الجمعية الخيرية الألمانية منارة البحر"، وقد أظهرت تحقيقات ألمانية وجود تحويلات مالية مشبوهة وبعيدة عن العمل الخيري، وتورط في الفضيحة الفرع التركي للجمعية والقناة التركية السابعة الإسلامية التي تمتلك كلتا الجمعيتين. ولكن القوة الكامنة للإسلاميين داخل أجهزة الأمن أدت لمنع المحاكمة وتغطيتها. ومن المثير للإنتباه أنه ولفترة طويلة رفع التيار الإسلامي التركي هدف "تفجير ثورة إسلامية" مثل الثورة الإيرانية. لكن حاليا "أردوغان" ينادي بالعلمانية، ويقول عن نفسه إنه تغير وتطور، وإن الوسائل القديمة لم تعد نافعة. حكومة "حزب العدالة والتنمية" الإخواني تقوم أساساً على تحالف يجمع الفرع "الخالدي" الذي يتبع الطريقة "النقشبندية" وخاصة "درغاه غوموشهانوي" و"الدرغاهات" الموالية له في المدن الأخرى "رجب طيب أردوغان" مع الطريقة "النورية" (فتح الله جولن، وعبد الله جول) بالإضافة لتواجد ليس قويا جدا للطريقة "القادرية". وعرابي الإتفاق "النقشبندي النوري" هو (أردوغان وفتح الله جولن) و"عبد الله جول" هو (المريد في الطريقة النورية)، وهو حاليا ضامن استمرار التحالف. وهو الذي لعب دورًا بارزًا في انشقاق "أردوغان" عن "أربكان" (وكلاهما نقشبندي)، وفسخ الحلف القديم بين "أربكان" و"جولن" ليقام الحلف الجديد الحالي. أما فساد "أردوغان" فعندما أصبح رئيساً لبلدية "إسطنبول" سنة 1996 قدم بياناً ماليا أظهر أن ثروته الشخصية تقدر ب 5110 ليرات تركية، أما الآن فقد أظهرته مجلة "فوربس" كثامن أغنى سياسي في العالم بثروة ضخمة تصل لمليارات، وبعد أن كان والد "أردوغان" يعمل بحاراً أجيراً في مراكب نقل الركاب، أصبح "أردوغان" يملك أسطولا من سفن النقل. وقد لاحق "أردوغان" العديد من تهم الفساد، وحول للقضاء أكثر من مرة، ولكنه أفلت بحصانته الدبلوماسية وبأساليب أخرى، ومن قضايا فساده مثلا أنه استورد من "إيطاليا" -عندما كان رئيسا لبلدية إسطنبول- أشجاراً للحدائق، الأشجار كانت أغلى بأضعاف مما كان يمكن أن يشتريه من "تركيا" نفسها، والتي لا تعد فقيرة من ناحية الغطاء الشجري، وكانت غير ملائمة للبيئة في "إسطنبول" حيث زرعت فيبست، مما دفع "أردوغان" إلى إرسال آليات البلدية لقلعها ليلا. ومن قضايا فساد "أردوغان" أيضا أنه فتح مزايدة لمنح حقوق الإعلان على لوحات الطرق والجماعات الإسلامية في المدينة، وأدخل في المناقصة شركة من شركات البلدية بالتنافس مع شركات عالمية عديدة كانت راغبة في الحصول على الحقوق، وبعد أن ربحت المزايدة شركة البلدية قامت بالتنازل عن حقوقها لشركة مملوكة لأحد أصدقائه في" الدرغاة" مقابل أجر رمزي.