لم يسلم نجيب بوليف من الإهانة الواضحة والكبيرة خلال هذا التعديل، وكانت هذه الإهانة أكبر امتحان للرجل. ولكن الرجل فشل في الامتحان، فرجل اقتصاد في حجمه، وسياسي من وزنه استطاع أن يحصل لحزبه خلال انتخابات 25 نوفمبر 2011 على أكثر من 40 ألف صوت بدائرة طنجة، وفاز بثلاثة مقاعد من أصل خمسة، وعضو قيادي بارز في حزبه قبل بأن يقلع من منصب وزارة هامة من قبيل وزارة الشؤون العامة والحكامة، إلى منصب وزير منتدب لدى عبد العزيز الرباح صديقه في قيادة الحزب مكلفا بالنقل. ومن الناحية التراتبية، فإن بوليف قَبِل أن يشتغل تحت إمرة عبد العزيز الرباح وزير النقل والتجهيز، وهذه أكبر سبة في حق شخصه. فشل في الامتحان لأنه عرض خده لتلقي الصفعة بكل طواعية، ويبدو أنه مستعد لعرض خده الثاني ليتلقى الصفعة الثانية، المهم أن يبقى الرجل وزيرا أو وزيرا منتدبا أو كاتبا للدولة، المهم المنصب والسيارة والأبهة. والرجل كان ذكيا، لأنه قد يكون استشعر الخطر من قبل لذلك سارع إلى تعيين أنصار له في الحزب على رأس مديريات مهمة جدا في الوزارة التي غادرها. بعض العارفين بخبايا الأمور يرشحون الاحتمال بأن بن كيران استغل فرصة التعديل لإبعاد الرجل عن المنصب الذي كان يشغله لأنه لم يحسن تدبيره واقترف كثيرا من الأخطاء، ويتذكر العارفون بخبايا الأمور بأن بوليف كان يتعرض لمحاكمات حقيقية داخل أجهزة حزبه.