كشفت صحيفة «القدس اللندنية » أمس الاثنين عن ما وصفتها بالصيغة الأمميةالجديدة لتحريك مفاوضات السلام للبحث عن حل لنزاع الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو ، قد تكون حسب ذات المصدر بتولي أو مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جلسة المفاوضات المقبلة، وذلك بعدما فشل مبعوثه الشخصي كريستوفر روس في الجمع بين الأطراف المعنية بالنزاع على مائدة المفاوضات التي دعا قرار مجلس الأمن رقم 2099 الصادر قبل أزيد من أربعة أشهر الى ضرورة إستئنافها . وعلى الرغم من أن تولي بان كي مون شخصيا مهمة الاشراف المباشر على المفاوضات الثنائية المعلقة بين الجانبين يبقى أمرا مستبعدا ، بالنظر الى أجندة المسؤول الأممي و انشغالاته بتداعيات الملف السوري ، إلا أن دعوة قيادة جبهة الانفصاليين مؤخرا لبان كي مون لزيارة المنطقة لتحريك مسار المفاوضات و تجاوزها لسلطة مبعوثه الشخصي المكلف بالملف كريستوفر روس ، يعطي الانطباع بأن جبهة الاننفصاليين لم تعد بدورها راضية عن أداء روس الذي يبدو أنه انتهح منذ أشهر سياسة الرجوع الى الوراء و التحضير لخطة بديلة للمفاوضات غير الرسمية التي أبانت عن فشلها في التقريب بين وجهات نظر طرفي النزاع . و كان بان كي مون قد عبر في العاشر من شهر يونيو الفارط ، عن قلقه إزاء تزايد حالة الاحباط في أوساط الشباب بمخيمات اللاجئين قرب تندوف، وذلك نتيجة عدم التوصل إلى تسوية لنزاع الصحراء و حالة عدم الاستقرار في منطقة الساحل وجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالمناسبة التزامه بمساعدة المغرب وجبهة البوليساريو في المفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى حل- وفقا لقرارات الأممالمتحدة- للنزاع القائم بينهما بشأن الوضع المستقبلي للصحراء ، كما حث جبهة البوليساريو على «أن تبقى منخرطة بشكل بناء مع مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية، كريستوفر روس، الذي دعا الطرفين إلى إبداء المرونة وتقديم أفكار خلاقة لإيجاد حل للنزاع. و كان المبعوث الشخصي للأمين العام المكلف بملف الصحراء كريستوفر روس ، قد أكد في تقريره المرفوع الى مجلس الأمن في أبريل الماضي ، أنه قرر تجريب « مقاربة جديدة « في حلحلة ملف النزاع عبر الدخول في فترة من المشاورات السرية ( يفترض أنها بدأت الربيع الماضي ) مع كل من طرفي النزاع و دول الحوار كل على حدة لاقناعهم بالمضي الى أبعد من الدفاع عن مقترحات رسمية و الشروع في التفكير بمرونة في عناصر حل وسط محتمل أو حل بالتراضي فيما يخص الجوهر و أيضا بخصوص سبل تحديد رغبات و مطالب الطرفين المعننين مباشرة بالمشاورات . توليفة السيد روس التي ابتدعها شهر مارس الماضي تنبني على مبدإ مراهنته على لقاءات سرية مع المغرب وجبهة الانفصاليين لمعالجة المواضيع العالقة و التدقيق في المقترحات المقدمة في أفق البحث عن حل سياسي نهائي للنزاع بعيدا عن الأضواء و بتفادي عناصر الرقابة الرسمية و أضواء الضغط الاعلامي التي تميز أجواء المفاوضات العلنية والرسمية. وهذا التصور يعني رهان كريستوفر روس على تطوير المفاوضات غير المباشرة بمقترحات جريئة و ربما غير مسبوقة إطارها الأساسي ينبني على مسلمة مفادها أنه يتعين على طرفي النزاع في نهاية المطاف القبول بأنه لن يتمكن أي منها من الحصول على كل ما يريد إذا ما أريد إيجاد حل مقبول لدى الطرفين. مقرا بأن هذه المبادرة ليست سهلة و غير مضمونة النتائج و لا تتوفر أية ضمانات لنجاحها لكن كل هذا لا يحول دون تجربتها يشدد المبعوث الشخصي لبان كي مون في إفادته الى مجلس الأمن . طيلة فصل الصيف تواترت أخبار عن إنعقاد لقاءات سرية بين أطراف إنفصالية و أخرى وحدوية لمعالجة إشكالات النزاع و طرح وجهات النظر المتضاربة حول سبل تلمس خيوط الحل السحري و في غياب أية تصريحات أو تقارير رسمية عن نتائج هذه اللقاءات يظل الانزواء المريب لروس و تسريبات القدس و معها مطلب الانفصاليين لبان كي مون مؤشرات تعكس بوضوح السياقات الصعبة لملف النزاع و تفتح أبوابه و معها المنطقة نحو المصير المجهول خاصة بعد المواقف التصعيدية ا؟لأخيرة المسجلة لقيادات إنفصالية بالعودة الى حمل السلاح و حرص المغرب الرسمي المتجدد على المضي قدما في صيانة وحدته الترابية . كل هذه المؤشرات في غياب تدخل عاجل و مطلوب لكريستوفر روس لتوضيح الأمور تنحو تحو الاعتقاد بكون كل ما ظل مبعوث بان كي مون يحضره منذ بداية الربيع على نار هادئة و بعيدا عن الأضواء الاعلامية من وصفات سياسية لتحريك مسار المفاوضات المفضية الى حل سياسي متراضى عليه للنزاع المفتعل ، يصطدم حاليا مع واقع أن جهة على الأقل ممثلة في جبهة الرابوني قد أعلنت رسميا بتجاوزها للسلطة المعنوية لبان كي مون و تنصلها بالمرة من مقاربة «الحل الوسط « التي كانت العديد من التقارير، قد أكدت أن المبعوث الشخصي لبان كي مون قد تلقى ضمنيا من العواصم المؤثرة في الملف الضوء الأخضر لطرحها و تداولها مع أطراف معادلة النزاع