أصبحت صادرات المغرب من الخضر والفواكه نحو عدد من دول غرب إفريقيا، وعلى رأسها دولة مالي منتوجا يلاقي إقبالا ورواجا منقطع النظير في هذا البلد الذي يعاني خصاصا في هذه المواد وانخفاضا في جودة ما ينتج منها، ما يجعله يتحول إلى استيرادها من المغرب أكثر فأكثر. وتعرف هذه الفترة في هذه الدول خريفا في الأسواق، حيث تهيمن عليها ندرة الخضر والفواكه بشتى أصنافها، ولتعويض هذا الخصاص وتلبية الطلب المحلي المتزايد عليها، تلجأ دول المنطقة إلى استيراد منتوجات من السوق الأوربية للخضر والفواكه. وخلال السنوات الأخيرة برزت منتوجات الخضر والفواكه المصدر من المغرب كمنافس قوي للمنتوجات الأوربية، وأصبحت صادرات المغرب نحو هذه الدول في ارتفاع مستمر. وتمثل خضروات مثل الملفوف والجزر والبطاطس المغربية وغيرها، بضاعة رائجة يتهافت عليها تجار الجملة والتقسيط منذ الساعات الأولى للصباح لعرضها على زبناء أوفياء لهذا المنتوج، فالتجار والباعة هنا، يفاخرون بجودة هذه المنتوجات من الخضر إلى جانب أصناف الفواكه المغربية الممتازة من عنب وبرتقال وغيرها من الخيرات التي تزدان بها محلات تلك الدول. فمالي والسينغال وغيرها من دول غرب أفريقيا تشكو خلال السنوات الأخيرة من توالي مواسم الجفاف وانعكاسه السلبي الملحوظ على انتاجيتها من الحوامض، ما يدفع كبار التجار في هذه الدول إلى استيراد المنتوج المغربي الذي يساهم في الإقبال عليه توفر شبكة من المواصلات، حيث تسهر عشرات الشاحنات انطلاقا من التراب الموريتاني على تزويد تلك الأسواق بكميات وافرة من الخضر والفواكه. وكانت مالي خلال السنوات الماضية تستورد حاجياتها من الخضر والفواكه من دولتي السينغال وبوركينافاسو المجاورتين، إلا أن هذين الأخيرين عرفا بدورهما في الفترات الأخير موجات متوالية من الجفاف، الشيء الذي نجم عنه ليس فقط فقدانهما القدرة على التصدير لمالي، ولكن أيضا أجبرهما على الاستيراد بدورهما من دول أخرى في مقدمتها المغرب، لتغطية حاجيات أسواقهما الداخلية، "ويعزا ذلك لقوة تنافسية المنتج المغربي، وسهولة عملية استيراده في هذه الدول" يشرح أحد كبار تجار الخضر والفواكه الماليين، مضيفا أن "التزود بالخضر والفواكه المغربية في بلاده، يتم انطلاقا من موريتانيا التي تتوفر على شاحنات مخصصة لهذا الغرض تسهر على العملية بكل دقة وسلاسة". ويضيف التجار ملاحظة أخرى، هي أن الخضر والفواكه التي تستورد من المغرب تعرف ارتفاعا ملحوظا لأسعارها في أسواق دول غرب أفريقيا، فسعر كيلوغرام واحد من المستورد من المغرب مثلا، يبلغ 800 فرنك أي ما يعادل 12 درهما مغربية، نفس الأمر ينطبق على أسعار الخضر، فثمن الكيلوغرام الواحد من البصل المستورد من المغرب يبلغ حوالي 10 دراهم وهكذا سائر الخضر والفواكه، فيما ثمن نفس المنتوجات في سوق الجملة بالمغرب هو أرخص بكثير. وبالرغم من ذلك فالتجار والمستهلكون على حد سواء في هذه الدول يقبلون على الصادرات المغربية، ويعتبرونها ذات جودة عالية، وهي المسألة التي فطن إليها المنتجون المغاربة الذين يعملون دوما على كسب رهان الجودة والحفاظ على ثقة زبنائهم هناك.