أفادت بعض المصادر المطلعة، أن السلطات الأمنية والاستخباراتية المغربية والاسبانية تجريان تحقيقات موسعة لمعرفة مسار جمع أموال التبرعات الموجهة إلى مقاتلي الثوار بجمهورية سوريا، بعدما تناسلت دعوات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» و»تويتر» تهدف إلى جمع التبرعات لفائدة اللاجئين السوريين سواء في المغرب أو سوريا. وأكدت نفس المصادر، أن السلطات الأمنية بالبلدين الجارين باشرت أبحاثها وتحرياتها مخافة استغلال هذه التبرعات في نشاطات محظورة من طرف عناصر متشددة تخطط لتحضير وتنفيذ مشاريع إرهابية. وتنكب حاليا المخابرات المغربية والإسبانية بشقيها المدني والعسكري على متابعة ملف المغاربة المجندين بسوريا، ومراقبة الرحلات المنظمة إلى تركيا التي تحولت إلى المعبر الرئيسي نحو سوريا للانضمام إلى ميليشيات الثوار. وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المغربية قد اعتقلت مؤخرا منسق شبكة التهجير إلى سورية وفتاتين منقبتين يشتبه في أنهما كانتا تعملان على استقطاب الراغبين في الهجرة إلى سورية قصد «الجهاد» مقابل مبالغ مالية لا تتجاوز 30 ألف درهم. كما قامت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح ملف بعض الشباب المغاربة العائدين من تركيا، و التحقيق معهم حول علاقتهم بالشبكات التي تجند المغاربة من أجل القتال في سوريا، و تحديد كيفية تجنيدهم، ومعرفة الأشخاص الذين يشرفون على عمليات التجنيد والترحيل إلى سوريا عبر الحدود التركية. وحسب وسائل إعلامية إسبانية، ونقلا عن مصادر أمنية، فقد تم خلال الشهور الأخيرة رصد توجه حوالي 250 مغاربي إلى الشام عبر تركيا للمشاركة إلى جانب الجيش السوري الحر في مواجهة نظام بشار الأسد.وكانت العديد من المصادر الإعلامية الإسبانية من بينها «إل باييس» و»إل مونودو» قد أكدت وفاة العديد من المقاتلين المغاربة الذين لقوا حتفهم بمدينة إدلب السورية، من بينهم المواطنين رشيد حسين محمد والمعروف باسم رشيد وهبي البالغ من العمر 32 عاما ، الذي كان يعمل سائق تاكسي بمدينة سبتةالمحتلة و نبيل الحبشي الذي كان يقطن ويشتغل بمدينة الفنيدق . كما أشارت المصادر الإعلامية الإسبانية ذاتها، أن مغربيين آخرين لازالا مفقودين بعد مشاركتهما في القتال إلى جانب الجيش السوري الحر، وهما مصطفى محمد عبد السلام الملقب ب (تافو) ومصطفى محمد العياشي الملقب ب (بيتي)، وهما من أصحاب السوابق المعروفين في مجال تهريب المخدرات وحمل الأسلحة غير المرخصة، وهو أمر يصفه المحققون الأمنيون الإسبان بأنه طبيعي بالنسبة للذين يلتحقون بالمجموعات الإسلامية الراديكالية التي تمول نفسها بواسطة الاشتغال في مجال تهريب المخدرات. وعبرت السلطات الأمنية الإسبانية عن قلقها من التحركات اللافتة للانتباه لجماعة الدعوة والتبليغ والحركات السلفية في مدينة سبتة السليبة ومدن شمال المملكة المغربية المجاورة. وكانت جريدة «العلم» سباقة إلى نشر خبر التحاق عشرات الشباب من مدن وأقاليم شمال المغرب( تطوان- المضيقالفنيدق- الفحص أنجرة- سبتةالمحتلة...) بسوريا للقتال إلى جانب ميليشيات الجيش الحر المناهض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وسبق للعديد منهم الالتحاق بمناطق النزاع في العديد من دول العالم مثل البوسنة وأفغانستان والعراق، كما أن غالبيتهم تلقوا تدريبات عسكرية في إطار الخدمة العسكرية، أو سبق لهم الاشتغال في ميدان الجندية.