يرى قادة حزب العدالة والتنمية أن الطريق أصبحت معبدة أمام تشكيل أغلبية جديدة بعدما انفرطت الأغلبية الحالية، وإن تباينت التصريحات بين أفراد هذه القيادة إلى حد التضارب إلى أن الواضح أن بن كيران ورفاقه متشبثون بالمواقع والكراسي. وخلفت قرارات الأمانة العامة للحزب ارتجافات داخل الحزب خصوصا بعدما وافقت الأمانة العامة على فتح المشاورات مع جميع الأحزاب السياسية بما فيها حزب الأصالة والمعاصرة الذي قال فيه أعضاء حزب بن كيران مالم يقله مالك في الخمر، وأيضا بعدما وافقت قيادة الحزب على بدء مفاوضات جادة مع قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار للالتحاق بالأغلبية بعدما شنت قيادة حزب الإخوان وكثير من أعضائه حربا ضروسا على التجمع وعلى رئيسه مزوار الذي اتهمه أفتاتي بالحصول على مبالغ مالية كبيرة تحت الطاولة، إلا أن قيادة العدالة والتنمية غالبت هذا الماضي الأليم وقررت إعلان التوبة عنه وفتح عهد جديد مع أعداء الأمس مما يعني أن حزب بن كيران مصر على خدمة أجندته في أية تربة كانت وإن تطلب ذلك التحالف مع قوى وصفها بنفسه بالفاسدة، وأن المهم بالنسبة إلى رفاق بن كيران هو التشبث بالكرسي على حساب الثوابت والمبادئ. إلى ذلك رفض رئيس الحكومة إلى حدود صباح أمس رفع الاستقالات التي توصل بها من طرف الوزراء الاستقلاليين إلى جلالة الملك كما ينص على ذلك الدستور، وهو الذي كان يناور قبل تقديم الاستقالة بالإدعاء بأن المجلس الوطني لحزب الإستقلال كان عليه أن يعمل الفصل 47 من الدستور عوض الفصل 42، لكن لما قرر الحزب إعمال الفصل 47 المذكور التجأ بن كيران إلى المناورة بالعامل الزمني. ومن جهة أخرى انطلقت مشاورات داخلية مكثفة داخل باقي أحزاب الأغلبية الأخرى المتبقية وبدأ حديث جدي عن تغيير بعض الأسماء المستوزرة التي لم تقدم أية إضافة.