أشرف جلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء بتاوريرت، على تدشين مجموعة من المشاريع تروم تنمية المنطقة والنهوض به، وهكذا تجسد الحرص الدائم لجلالة الملك ، على تطوير فلاحة تضامنية ومستدامة، وهو أحد أهم أهداف الدعامة الثانية ل«مخطط المغرب الأخضر»، من جديد من خلال إطلاق جلالته، بالجماعة القروية قطيطير (إقليم تاوريرت) لمشروع الإعداد الهيدرو- فلاحي بسهل تافراطة. وتقوم هذه البنية الجديدة، التي تأتي لتعزيز مختلف المشاريع الفلاحية المنجزة على مستوى الجهة الشرقية ولإعطاء دفعة قوية لمخطط «المغرب الأخضر»، على الإعداد الهيدرو- فلاحي ل 1330 هكتار، وغرس أشجار الزيتون على مساحة 665 هكتار، وتخصيص 665 هكتارا لزراعة الخضراوات، فضلا عن التأطير والدعم التقني للفلاحين. وسيستفيد من هذا المشروع ، الذي رصدت له اعتمادات بقيمة 293 مليون درهم والذي سينجز في ظرف 48 شهرا، أزيد من 520 فلاح، حيث سيتيح ،عند الشروع في استغلاله، بلوغ إنتاج سنوي قدره 5300 طن من الزيتون و31 ألف و500 طن من الخضراوات، بما يتيح تحسين مداخيل الفلاحين وإحداث 430 منصب شغل. كما أشرف جلالته على تدشين قرية الصناع التقليديين بالمدينة، وهو مشروع يأتي لتقوية وتعزيز مكانة قطاع الصناعة التقليدية كمصدر لإحداث مناصب الشغل وخلق قيمة مضافة. ومن شأن هذا المشروع ،الذي تطلب غلافا ماليا فاق 8 ملايين درهم، أن يضمن لشباب المنطقة تأهيلا مهنيا يتلاءم مع الواقع السوسيو- اقتصادي لقطاع الصناعة التقليدية، لاسيما عبر نمط التعلم بالتدرج، إلى جانب تحفيز الإندماج في سوق الشغل. وبذلك سيساهم المشروع في الحفاظ على بعض المهن المهددة بالانقراض والنهوض بمنتوجات الصناعة التقليدية المحلية وتعزيز تنظيم وهيكلة القطاع. وتروم القرية الجديدة، المشيدة على مساحة إجمالية قدرها 2500 متر مربع، أيضا، دعم وتنظيم وتأطير الصناع التقليديين بالإقليم بغية تمكينهم من تحسين وتنويع مداخيلهم وتثمين منتوجاتهم. وتشتمل القرية ، بالخصوص ، على ورشات للخزف، والزليج التقليدي، والحياكة، والمصنوعات الجلدية، وصناعة الزرابي، والخياطة التقليدية (الرجال والنساء)، والنجارة، ومصنوعات الحلفاء، وصناعة أسلحة الفروسية التقليدية، إلى جانب فضاءات لعرض المنتوجات المصنوعة. وأشرف جلالته أيضا، على تدشين المعهد المتخصص في مهن النقل الطرقي واللوجيستيك. ويعكس هذا المشروع، الذي عبئت له استثمارات تفوق3ر56 مليون درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للعنصر البشري، وحرص جلالته الراسخ على جعله في «صلب كل المبادرات التنموية وغايتها الأساسية» (الخطاب الملكي الموجه إلى الأمة بمناسبة عيد العرش في 30 يوليوز 2012). وعلى غرار المعاهد المحدثة بكل من طنجة والدار البيضاء وأكادير، ستوفر المؤسسة الجديدة ،التي تتوفر على طاقة استيعابية تبلغ 1500 متدرب ومتدربة ، عرضا واسعا من التكوينات تم وضعها بالتشاور مع مهنيي القطاع. وبخصوص مهن النقل الطرقي، سيعمل المعهد على تكوين تقنيين متخصصين في «استغلال النقل» وتقنيين في «إصلاح الآلات ذات المحرك/ تخصص الوزن الثقيل والحافلات»، والمرشدين في تعليم السياقة، بالإضافة إلى العديد من التكوينات التأهيلية من قبيل سائق لنقل البضائع أو المسافرين ووكيل الفحص التقني للسيارات.