تجسد الحرص الدائم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على تطوير فلاحة تضامنية ومستدامة، وهو أحد أهم أهداف الدعامة الثانية ل"مخطط المغرب الأخضر"، من جديد، أمس الثلاثاء، من خلال إطلاق جلالته، بالجماعة القروية قطيطير (إقليم تاوريرت) لمشروع الإعداد الهيدرو- فلاحي بسهل تافراطة. تقوم هذه البنية الجديدة، التي تأتي لتعزيز مختلف المشاريع الفلاحية المنجزة على مستوى الجهة الشرقية، ولإعطاء دفعة قوية لمخطط "المغرب الأخضر"، على الإعداد الهيدرو- فلاحي ل1330 هكتارا، وغرس أشجار الزيتون على مساحة 665 هكتارا، وتخصيص 665 هكتارا لزراعة الخضراوات، فضلا عن التأطير والدعم التقني للفلاحين. وسيستفيد من هذا المشروع، الذي رصدت له اعتمادات بقيمة 293 مليون درهم، والذي سينجز في ظرف 48 شهرا، أزيد من 520 فلاحا، حيث سيتيح، عند الشروع في استغلاله، بلوغ إنتاج سنوي قدره 5300 طن من الزيتون، و31 ألفا و500 طن من الخضراوات، بما يتيح تحسين مداخيل الفلاحين وإحداث 430 منصب شغل. كما يندرج هذا المشروع المهم، في إطار تنفيذ البرنامج الوطني لاقتصاد وتثمين مياه الري على مستوى الدائرة المسقية لملوية، الذي يهم التحول من أنظمة الري التقليدية "السقي الانجذابي" أو "الرش" إلى أنظمة ري موضعية "السقي بالتنقيط"، على مساحة 37 ألف هكتار. وسيمكن هذا البرنامج، الذي رصد له غلاف مالي قدره 2 مليار درهم، في أفق سنة 2020، اقتصاد قرابة 62 مليون متر مكعب من مياه السقي، إلى جانب المساهمة في تحسين المردودية الفلاحية بالمنطقة، كما وكيفا. ومكن هذا البرنامج، إلى غاية متم شهر ماي 2013، من تجهيز 18 ألف هكتار بنظام الري الموضعي "السقي بالتنقيط"، باستثمار ناهز 972 مليون درهم. وتتماشى مختلف هذه المبادرات مع الجهود المبذولة، من أجل التنفيذ الأمثل لمخطط "المغرب الأخضر"، وهو المخطط الذي أثبت نجاعته، منذ إطلاقه، بحيث ساهم في الرفع من مداخيل آلاف الفلاحين وتحسين ظروف عيشهم وتطوير فلاحة جيدة الأداء تتلاءم مع قواعد السوق، إلى جانب تعزيز الفلاحة التضامنية. كما تأتي هذه المبادرات لتعزيز المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية، التي تروم تطوير الإمكانيات التي تزخر بها الجهة، وتثمين منتوجها الفلاحي، الذي يشهد إقبالا كبيرا وتحسين تنافسيته، لاسيما من خلال جهود تحديث وتطوير القطاعات الإنتاجية.