يوم غد الاثنين يدخل الناشط الصحراوي الوحدوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود أسبوعه الثاني من معركة الأمعاء الخاوية أمام مقر تمثيلية المفوضية السامية لغوث اللاجئين بالعاصمة الموريطانية نواكشوط الى حين تسوية وضعيته و تمكينه من الاجتماع مجددا مع أسرته الصغيرة المحتجزة بمخيمات تندوف . مصطفى سلمة المبعد منذ سنتين ونصف من مخيمات تندوف بالجزائر ، أعلن أنه اتخذ قرار الإضراب المفتوح عن الطعام بعد أن استنفد كل وسائل المخاطبة القانونية مع الجهات المعنية بتسوية وضعيته. كما ناشد ذوي الضمائر الحية في العالم دعم حق أسرته في الاجتماع به وحقه في التنقل. أين هي منظمة االعفو الدولية التي ما فتئت تدبج التقارير و البلاغات حول ما تعتبر أنه إنتهاك مغربي لحقوق كمشة من إنفصاليي الداخل ؟ أين اختفت السيدة كيري كينيدي و معهدها الذي لا يكل عن تبني و دعم أطروحات انفصالية سيدة تدعى أمينتو حيدار بطلة مسرحية بئيسة و مفبركة بأحد مطارات جزر الكاناري حولتها الى زعيمة حقوقية من ورق ووشحتها مؤسسة السيدة كيري بجائزة المركز الدولية لحقوق الانسان . أي صيغة بلاغ سيستحق ولد مولود من منظمة العفو الدولية و أية جائزة ستتفضل حفيدة الرئيس الأمريكي الأسبق كينيدي بمنحها لصحراوي أعزل شردته عصابة البوليساريو وسلمته للأمن العسكري الجزائري التي قررت إبعاده عن مخيمات تندوف و مطاردته كالمصاب بالجرب بصحاري تندوف ، قبل أن يستقر به المقام بنواكشوط معتصما منذ أزيد من سنتين أمام منظمة غوث اللاجئين التي ما زال ممثلوها يتلكأون في معالجة ملف ولد مولود الذي لا يلتمس أكثر من العودة الى دفء أسرته الصغيرة ، و احتضان بنتيه الصغيرتين اللتين حرمتا من أبيهما خارج كل القوانين و الأعراف الحقوقية الدولية . أي وسام ستوشح به السيدة كيري ولد سلمة المبعد و ما سبب خرس لسانها و عمى بصرها و بصيرتها تجاه محنة هذا الصحراوي المحسوب هو أيضا على المخيمات التي تشكل مصدر إلهام رئيسة مركز كينيدي و محرك معاركها الضارية ضد المغرب . ألا يستحق وضع ولد سيدي مولود أسطرا في تقرير لكل هؤلاء المتدافعين لصون الحقوق الآدمية ؟ أو ليس من باب الانصاف أن نتفق أن تفريق أسرة و تشريد معيلها أكثر قسوة من تجريد إمرأة من جواز سفر ؟ العديد من التساؤلات تتناسل و لا نجد جوابا شافيا لدى المتشدقين بالدفاع عن حقوق الانسان غير القناعة بأن الأمر ينطوي عن نية بسبق الاصرار و الترصد في التعامل بمكاييل مختلفة و متضاربة مع الوضع الحقوقي بمنطقة واحدة . و لكن قبل أن نحاسب كينيدي و غيرها أليس من المنطقي أن نستفسر ، و نتساءل عن موقع الحكومة و السلطات المغربية ، من مستجدات ملف ولد سلمى ، و لماذا هذا الصمت المطبق و المحير لحكومتنا بناطقها الرسمي و خارجيتها عن الاهتمام و تتبع وضع ولد سيدي مولود على الأقل من منطلق تحريك الضمير الدولي الى وضعه الانساني الاستثنائي و المأساوي ؟ لا نملك أجوية مقنعة تبرر الصمت الرسمي الحكومي ، و لكننا نتابع بقلق و مرارة كيف تبادر جمعية موريطانية تدعى عدالة و تنمية الى إعلان تضامنها المطلق مع ولد سلمة في نضاله من أجل حقه في الاجتماع بعائلته في ظروف انسانية طبيعية ، كما تقره كل الشرائع والقوانين الكونية في الوقت الذي تنخرط منظماتنا و جمعياتنا و لجاننا الجهوية و المركزية طواعية أو قسرا في مؤامرة الصمت .