لم يعد العداء الكبير الذي يكنه بعض المسؤولين الجزائريين للمغرب خفيا رغم التصريحات المطمئنة التي تصدر بين الفينة و الأخرى مفادها أن العلاقات التي تجمع بين البلدين يطبعها ( حسن الجوارو التعاون في المجالات ذات الطابع المصلحي المشترك )... و آخر صيحات هذا العداء الخفي - الظاهر جاءت بعد اللكمة الأممية التي تلقتها الجزائر و ما يسمى ب " جبهة البوليساريو " إثر إجماع أعضاء الأممالمتحدة على التراجع عن قرار توسيع مهمة " المينورسو " في الصحراء المغربية لمراقبة حقوق الإنسان في مناطقها الذي عرض عليها في الأسابيع الماضية بعدما كانت مهمتها منوطة بحفظ السلام فقط... و في هذا الشأن و حسب صحيفة الحياة اللندنية الصادرة بتاريخ 28 من أبريل فقد رئيس البرلمان الجزائري محمد العربي ولد خليفة صوابه و هاجم المغرب بلهجة عدائية خلال افتتاح ملتقى دولي حول " حق الشعوب في تقرير المصير : عامل للسلم و التنمية " مؤكدا على عدم تنازل الجزائر عن حق تقرير المصير بالنسبة لقضية الصحراء المتنازع عليها منذ سنة 1975. و تجسد الهجوم العدائي للمسؤول البرلماني الجزائري حين قال في كلمته خلال هذا اللقاء حسب ذات المصادر : " اللائحة التي قدمتها الولاياتالمتحدة لمجلس الأمن أحدثت هلعا كبيرا في أوساط الطبقة السياسية، و مهما كانت التعديلات و ضغوط المصالح و خاصة من بلدين معروفين بمواقفهما غير المحايدة فإنها إنذار قوي لسلطات الاحتلال ( المغرب ) سيكون له ما بعده "... و إذا كان المسؤول الجزائري يقر بأن المغرب بلد استعماري يحتل الصحراء الذي حصل على شرعيتها عبر المحاكم الدولية و بشهادة العديد من المنتظمات الدولية التي ما فتئت تثمن مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل ناجع لفك النزاع في المنطقة فإن مثل هذه التصريحات لا تزيد إلا صب الزيت على النار و تحرض بشكل مباشر مرتزقة الوحدة الترابية للمغرب على المزيد شعل الفتن و خلق البلبلة بالمنطقة التي لا تخدم أي طرف في هذا النزاع المفتعل. و في نفس الوقت اعتبر رئيس البرلمان الجزائري بهذا التصريح _ الاستفزاز العمد أن دولتين غير محايدة المواقف - في رأيه - ربما لكونهما دعمتا المغرب في حقه المشروع حول قضيته الوطنية العادلة و المشروعة الشيء الذي لا وجود لشيء قد يخفي عداءه حتى اتجاه هاتين الدولتين الداعمتين للمغرب... فمتى تكف الجزائر عن مناوراتها اتجاه المصالح المغربية التي كثيرا ما يدعي مسؤولوها أنها مشتركة بين بلدين تجمعهما عدة روابط بشكل خاص و بين دول المغرب العربي الذي من المفروض أن يتم التعاون من طرف كل مكوناته من أجل إعادة بنائه في ظل التكتلات الإقليمية و الدولية بل مد جسور التعاون في كل الميادين بين بلدانه لمواجهة الصعاب و ضمان استقرار منطقته ؟؟؟...