استضافت إذاعة مونت كارلو الدولية منتصف مارس الماضي الصحافي كريستيان شينو بمناسبة صدور كتاب «قطر: أسرار الخزينة» لكريستيان شينو وجورج مالبرونو، اللذان يتطرقان من خلال صفحاته إلى الخفايا الإستراتيجية القطرية في السياسة والاقتصاد، والعوامل التي سمحت لقطر بالتحوّل من بلدٍ صغير وهامشي إلى لاعبٍ بارز في مختلف القضايا العربية والدولية. في كتابهما «قطر: أسرار الخزنة»، يسلط الصحفيان الفرنسيان كريستيان شينو وجورج مالبرينو الضوء على دور كل من الأمير حمد وحرمه الشيخة موزه وحمد بن جاسم رئيس الوزراء في بروز قطر دوليا، وشهيتها غير المحدودة في شراء «كل شيء وكل الناس». الأمير حمد بن خليفة انقلب على والده «قطر: أسرار الخزنة» رحلة طويلة في عمق الدولة القطرية، يبرز فيها شينو ومالبرينو دور الثلاثي حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر وحرمه (الثانية) الشيخة موزه وحمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية، في بروز قطر إقليميا ودوليا. ويذكر الصحافيان بأن الأمير وصل إلى الحكم في يونيو 1995 بعد انقلابه على والده الأمير خليفة بن حمد آل ثاني بمساعدة رئيس الوزراء الحالي، والذي كان وقتها وزيرا للخارجية. ومنذ 1995، تحولت قطر من إمارة متواضعة منغلقة على نفسها إلى قوة اقتصادية دبلوماسية فرضت نفسها في المحافل الدولية وبكل المجالات. وقال شينو إنها كانت قبل 2011 مكتفية بدور الوسيط السلمي في بعض القضايا، مثل الأزمة اللبنانية والملف الفلسطيني ودارفور، مستثمرة خاصة في الثقافة والرياضة. لتظهر بوجه مخالف ابتداء من تفجر الأزمة الليبية في 2011. ويقول شينو ومالبرينو إن الأمير حمد انقلب على والده بهدف النهوض بقطر واستغلال ثوراتها الطبيعة، مشيرا إلى أن احتياطها من الغاز قدره بين 200 و300 مائة عام فيما احتياط النفط سيمتد على 50 عاما على الأقل. وشدد الصحافيان على أنهما اكتشفا على امتداد تحقيقهما حجم سياسة الشيكات التي تعتمدها قطر، وقال شينو إن «العالم بالنسبة إليها سوبر ماركت» يمكن شراء كل شيء فيه. ومؤسس هذه السياسة، كما يبرزانه، هو حمد بن جاسم الذي «يعتقد أنه بإمكانه شراء كل شيء وكل الناس»، مشيران أنه عرض على سيرغي لافروف شراء الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي. ويصفه الصحافيان بأنه رجل أعمال ثري يحسن استغلال النفوذ، وأن الأمير حمد بن خليفة لا يمكنه الاستغناء عن خدماته. ويؤكدان أن حمد بن جاسم هو مهندس التقارب القطري-الإسرائيلي، وأنه وراء المبادرات السياسية-العسكرية التي دفعت بقطر نحو الواجهة وأحد المدبرين لتأسيس قناة «الجزيرة». ولكنهما يشددان على أن العلاقات بينه وبين الشيخة سيئة للغاية، فيما العلاقات مع ولي العهد تميم بن حمد مضطربة. صورة للغرب، صورة للعرب، صورة للمسلمين... وبالنسبة إلى كريستيان شينو، فإن قطر لها أوجه مختلفة، وأنها تتعامل مع إيران بصورة ومع الغرب بصورة مخالفة ومع المسلمين بصورة مغايرة، إلخ. ولكنه يتوقع أن تتغير سياسة قطر بعد وصول تميم بن حمد إلى الحكم، واصفا الأخير بأنه معتدل ومتوازن في شخصيته وقراراته.