أصبحنا ندرك وفق مسار التحولات في واقعنا العربي الراهن، أن الخطر الذي أمسى يطوق قدرتنا على الإمساك بمنطق السيرورة ويهدد مسارات التحول الطبيعي للكينونة، مرتبط في الأساس ببروز عوامل الاختراق الثقافي الممارس من قِبل ما يسمى بسياق العولمة، الفارغ من أي مدلول قيمي حقيقي عدا الإفراط في تسخير قيم الاستهلاك وممارسة منطق النفعية، وسلوك وجهة التفكك والانحلال وإباحة كل شيء تحت ترسانة من الألفاظ الملغومة، التي ما برحت تغزو أسماعنا باسم النموذج الكوني الرائد من قبيل؛ الحرية أو الديموقراطية أو حقوق الإنسان... وقد كان لها على المدى بريق ينعش الآمال، فأمست مع الأيام سلعا يصرّفها المرابون والأفاقون، وفق ما يعن لهم من مصالح أو منافع.