جميل أن يطلب رئيس حكومة مليلية خوان خوسي إمبرودا من الدولة المغربية في إطار غير رسمي و عبر وسائل الإعلام الإسباني ، من جهة طرد المهاجرين الأفارقة من دول جنوب صحراء، الذين يفدون على المغرب ، لأنهم يقومون بأعمال السرقة و يخلقون نوعا من الارتباك و الخوف في أوساط الساكنة ، إضافة إلى العنف المستخدم أحيانا أثناء مواجهاتهم مع سلطات الحدود الأمنية المغربية و الإسبانية ، و من جهة أخرى وضع حاجز أمني حتى يتسنى للمغرب حماية حدوده أو بالأحرى حدودها الوهمية و التصدي لتوافد المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء إلى مدينة مليلية , وهنا نتساءل ومعنا الرأي العام الدولي و الوطني عن أي حدود يتكلم السيد خوان خوسي باعتبار مدينة مليلية جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية أولا ، ثانيا أنه بهذا المطلب الغريب و العجيب يريد رئيس حكومة مليلية أن يجعل المغرب بلد استقرار دائم للمهاجرين السريين ، و من تم إغراء الدولة المغربية في هموم غيرها ، و فرضا إن كان ما يطلبه معقولا ، فيجب على الجارة الجزائرية التي هي مصدر كل شر على المغرب مند استقلالها ، أن تضع هي الأخرى حاجزا أمنيا يقي المغرب و المغاربة ليس فقط من الهجوم الكاسح للأفارقة بل من كل أنواع السموم الغذائي والفكرية و غيرها الأتي من أراضيها وليس فقط إغلاقها لنقط العبور الرسمية . في حين أن السلطات الأمنية المغربية تنقل يوميا المئات من الأفارقة من دول جنوب الصحراء إلى الحدود المغربية الجزائرية لإرجاعهم إلى نقطة انطلاقهم ، كما تعمل جاهدة على منع المحاولات الهجومية العديدة و اليومية للمهاجرين الأفارقة على سياج العار التي أقامته حكومة مليلية ، وتتعرض الحكومة المغربية بهذا الإجراء الأمني للعديد من الانتقادات اللاذعة الداخلية و الخارجية ، و تبقى الجارة الإسبانية و الأخرى الجزائرية تتفرجان و أحيانا تنتقدان وتشوشان ، فجبال غورغو بالناظور و الجهة الشرقية عامة أصبحت بالفعل مقرا شبه رسمي للمهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء و بقيادة داخلية منظمة ، وعددهم في تزايد مستمر و يفوق بكثير ما هو بداخل المدينةالمحتلة .....، بل أن الجهات المسؤولة بالناظور تتعامل بحكمة و رزانة ويقظة مع المهاجرين غير الشرعيين بصفة عامة طبقا للقوانين الدولية المعمول بها باعتبارهم ضحايا مجتمعهم الذي جعلهم تائهين بين أهوال الصحاري و البحار ، لعلهم يجدون مخرجا يصلهم إلى الفردوس المفقود هربا من البؤس و الحروب الطائفية التي مزقت بلدهم . و ما العمليات الانتحارية الأخيرة التي تعدى أفرادها 20 مهاجرا من دول إفريقية جنوب الصحراء الذين حاولوا يائسين اقتحام بوابة مليلية باستعمال السيارات ، خير دليل على تصاعد الموقف و الدخول في استراتيجية خطيرة مما يتطلب الحيطة و الحذر و التعامل مع الظاهرة بحكمة و موضوعية لا بناء حاجز عار آخر ....