حرص السيد أوزين وزير الشباب والرياضة على أن يكون لسانه طويلا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبدأ لأول مرة يدلي بتصريحات في السياسة، وليس فقط في شؤون الجامعات وهموم الرياضات، لكنه حرص أكثر على أن يكون حديثه في السياسة مقتصرا على الإساءة لحزب الاستقلال، بيد أن إشكاليات سياسية كبرى تتطلب من قياداتنا السياسية الحديث عنها والغوص فيها، ولكن السيد أوزين قد لا يكون يرى جدوى في ذلك، واختار أن يكتفي بالدفاع عن مرشحه في الانتخابات الحزبية بدائرة سيدي قاسم، وكاذب من يدعي أن الدفاع عن مرشح الحركة الشعبية بسيدي قاسم هو دفاع عن الحركة الشعبية، لأن أوزين قد يكون يعرف أولا يعرف - لا أدري - أن هذا المرشح لا يجمعه بالعمل السياسي إلا العداء والحروب لأنه ما أن غادر منصب المسؤول الجهوي عن جهاز الديستي بطنجة حتى توجه إلى حزب الأصالة والمعاصرة طلبا للتزكية، لكن البام رفض والتجأ إلى حزب أوزين وتم الترحيب به ومنحت له التزكية، فهل حينما يقول أوزين أن حزب الاستقلال يخاف من شعبية مرشح الحركة في سيدي قاسم، فهل يقصد الشعبية المكتسبة من جهاز الديستي أم شعبية أخرى لا يعلمها إلا أوزين؟! كان من المنطقي لرجل سياسة يقدم نفسه بصورة الحداثة والتجديد كما هو الشأن بالنسبة لأوزين أن يدفن رأسه في الرمال قبل أن ينطق بكلمة شعبية المرشح، وبكل تأكيد لن نطلب من أوزين أكثر من دفن رأسه في الرمال، لأن الذي يقبل أن يمثله في انتخابات جديدة بدستور جديد من شغل المسؤولية في أحد أخطر الأجهزة المسؤولة عن سنوات الرصاص لا يمكن أن نطلب منه أكثر. أوزين زاد في حماسته التي نفهم مبرراتها بالقول بأنه لو ترشح شباط في دائرة سيدي قاسم ما كان لينجح أمام مرشح حزبه، وهذا اندفاع شجاع من أوزين - الذي وصل حد الإساءة إلى أمين عام حزب - ومع ذلك شخصيا أقبل هذا الكلام من أوزين لأني أفهمه وأتفهمه، لأنه فعلا لو ترشح شباط ماكان لينجح في تلك الدائرة، وأزيد بالقول لو ترشح أي مرشح آخر ولو كان من كان لن ينجح لأن عامل سيدي قاسم رفيق أوزين في الحزب وهو الذي جاءهم بمسؤول الديستي ليترشح باسم الحركة الشعبية لن يسمح بذلك، وسيزور النتائج كما فعل الآن. آمل وأطلب من أوزين أن يستشير رئيسه في الحزب الأستاذ محند لعنصر قبل أن يفتح شفتاه للنطق بكلمة لعله يفيده بكافة المعلومات.