قبل أيام نشرت مواقع إخبارية موريطانية خبرا يفيد توقع مصادر مهتمة بتطورات ملف رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو و هو إبن عم الرئيس الموريطاني محمد ولد عبد العزيز و أحد أكبر مسانديه عقب الانقلاب العسكري الذي أوصله الى منصب الرئاسة الموريطانية ، المقيم فى المنفى الإختياري بمراكش ، حصوله قريبا على الجنسية المغربية أول أمس الاثنين ستعود ذات المصادر الى التأكيد أن رجل الأعمال و الميلياردير الموريطاني الغاضب قد دشن مصنعين لإنتاج وتوزيع الغاز في ضواحي القنيطرة بحضور جلالة الملك كما أشرف بصحبة وزير الداخلية المغربي على تدشين مركبين مدرسيين في مدينة شيشاوه في الجنوب المغربي. الرئيس الموريتاني الأسبق اعل ولد محمد فال سيدخل بدوره على خط رجل الأعمال اللاجىء بالمغرب و سيتهم في نفس اليوم نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ب"الاستغلال المفرط للسلطة كأداة لتصفية الحسابات المُشخْصَنة" مع رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، داعياً القوى السياسية وشركاء التنمية لوضع حد لما قال إنه "اضطهاد الفاعلين الاقتصاديين". حكاية الميلياردير الموريطاني الذي شكل منذ السادس غشت 2008 تاريخ الانقلاب العسكري للرئيس الموريطاني الحالي على سلفه محمد ولد الشيخ عبد الله , الذراع الاقتصادي النافذ لولد عبد العزيز و أحد أقرب المقربين اليه , قبل أن تتوتر العلاقات بين الرجلين المنتميين الى نفس العشيرة و اللذان تجمعهما صلة القرابة و يقرر مغادرة نواكشوط الى مراكش قبل زهاء السنتين لتليها فترة جفاء و قطيعة معلنة بين الرجلين خاصة بعد تحريك ولد عبد العزيز للعديد من الملاحقات القضائية و الجبائية ضد مصالح ولد بوعماتو و إتهامه بالتملص الضريبي و سجن عدد من أعوانه و المشرفين على مشاريعه الكثيرة بموريطانيا . ملف ولد بوعماتو الذي يبدو أنه إستطاب الاقامة بالمغرب قد يتحول في أية لحظة الى قنبلة موقوتة في مسار العلاقات الثنائية المتوترة أصلا بين الرباط و نواكشوط رغم التطمينات الموجهة فقط للاستهلاك الاعلامي من طرف مسؤولين رسميين بأجهزة الدولتين الحكومية أو الحزبية . الصحف ووسائل الاعلام الموريطانية أضحت تتلقف أي صغيرة أو كبيرة عن تحركات رجل الأعمال الموريطاني بالمغرب و تنسج منها خلاصات و إستنتاجات لا تزيد إلا في صب المزيد من الزيت في موقد العلاقات المتشنجة بين البلدين الجارين . آخر هذه القفشات الاعلامية تسريبات صحفية تحدثت عن إستقبال ولد بوعماتو نهاية الأسبوع الفارط بمراكش لوفد وساطة مبعوث من إبن عمه الرئيس بغية تذويب الخلافات التي إتسعت رقعتها بينهما و إشتراط رجل الأعمال حضور الرئيس الموريطاني شخصيا للقاء به بمراكش كعربون حسن نية . في خضم ذلك ستبرز الحساسية المطلقة لملف رجل الأعمال المتنفذ بعد تسريب جهات أخرى قبل أزيد من سنة لمعلومات تؤكدأن لقاء سريا للغاية جمع ولد بوعماتو بالمعارض الموريطاني المصطفى ولد الامام الشافعي في المغرب بايعاز من أجهزة إستخباراتية مغربية , علما بأن الشافعي يعد من الشخصيات المتخصصة في الوساطة مع الجماعات الارهابية النشيطة بالساحل الافريقي و قد قام لصالح العديد من الدول و الحكومات الغربية بمهام في هذا الجانب . كيفما كان وضع ولد بوعماتو داخل المغرب و مستويات تطلعاته فإن أي خطوة رسمية تقوم بها الرباط تجاه هذا الشخص ستكون لها تداعيات ديبلوماسية و سياسية سيتردد صداها بمقر لرئاسة بنواكشوط و قد تعيد الى الأذهان وقع ملفات و قضايا سابقة شكلت الدافع للتغير الفجائي لمزاج الرئاسة الموريطانية من الرباط و التحول الفجائي لاهتماماتها نحو خصوم المملكة شرقا و جنوبا