قررت الدورة الاستثنائية لقمة رؤساء الدول والحكومات المنعقدة السبت بنجامينا في تشاد أن يحتضن المغرب الدورة العادية ال13 لقمة رؤساء دول وحكومات تجمع دول الساحل والصحراء ورحبت القمة بشكل ايجابي بمبادرة المملكة المغربية لاحتضان الدورة العادية ال13 وطلبت من الأمانة العامة تحديد تواريخ المؤتمر بالتنسيق مع السلطات المغربية٬ بحسب ما جاء في البيان الذي صدر في ختام أشغال قمة نجامينا. وشدد وزير الخارجية و التعاون السيد سعد الدين العثماني٬ بهذه المناسبة٬ على أن المغرب يتشرف باختياره لاحتضان القمة العادية القادمة٬ مبرزا أن المملكة تقدمت باقتراح في هذا الشأن طبقا للتوجيهات الملكية. وشدد السيد العثماني٬ في تصريح للصحافة٬ أن المغرب عازم على الاضطلاع بدوره كاملا في إطار تجمع دول الساحل والصحراء وتنسيق الجهود مع الدول الافريقية الشقيقة لرفع التحديات السياسية والأمنية والسوسيو-اقتصادية التي تواجهها منطقة الساحل والصحراء. وتسجل قمة نجامينا انطلاقة جديدة لتجمع دول الساحل والصحراء الذي يضم 28 دولة إفريقية بمنطقة الساحل و الصحراء ٬ حيث اعتمدت ووقعت معاهدة جديدة للمنظمة٬ فضلا عن تبني مجموعة من النصوص المتعلقة بالنظام الداخلي لقمة رؤساء دول وحكومات التجمع والنظام الداخلي للمجلس التنفيذي والنظام المالي. و يؤشر الحضور و المشاركة الفاعلة للمغرب في أشغال قمة أنجامينا على عودة قوية للرباط الى دائرة الشأن الافريقي مراهنا على تجمع دول الساحل الافريقي و الصحراء كتكتل بشري يقدر ب420 مليون نسمة يمثل لوحده 48 في المائة من إجمالي ساكنة القارة السمراء . و فضلا عن ثقله الجغرافي و الديمغرافي فقد تحول التجمع الذي إتسمت مرحلة تأسيسه أواخر القرن الماضي بوصاية ليبية مطلقة في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الى تكتل سياسي يحظى بتزكية الاتحاد الافريقي كما أنه يتمتع بصفة مراقب لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة . و من بين القرارات الجريئة التي أفرزتها قمة أنجامينا إعلان البيان الختامي لها عن إنشاء مركز إقليمي لمكافحة الارهاب و هو ما يعني أن التجمع قد أعلن ضمنيا عن وفاة تكتل دول الميدان بالساحل الذي ظلت الجزائر لسنوا ت ترعاه وتتعمد إقصاء المغرب من المشاركة في إجتماعاته و تقدمه للعواصم الغربية في صورة الاطار الاقليمي الوحيد المؤهل لمواجهة التحديات الارهابية التي تتربص بالمنطقة . و ما يعزز الدور الجيوإستراتيجي الهام الذي أضحت الرباط تلعبه بالقارة الافريقية هو إنضمام العواصم المنتمية الى تجمع دول الميدان كالنيجر و مالي الى تجمع دول الساحل و الصحراء و بالتالي ترسخت عزلة الجزائر وسط هذا الفضاء الجديد الذي يمتد من القاهرة الى نواكشوط و من الوسط الافريقي الى دول شمال إفريقيا باستثناء الجزائر . و في إنتظار تحديد تاريخ إنعقاد الدورة العادية 13 لقمة رؤساء دول وحكومات التجمع الذي ستحتضنها الرباط تتناسل تساؤلات و تخمينات المتتبعين إن كان هذا الموعد القاري الهام سيمثل بوابة عودة المغرب الى حظيرة الاتحاد الافريقي بعد غياب و قطيعة إمتدت لثلات عقود كاملة .