بعد انصاته لسفراء الدول الإفريقية المعتمدين بالرباط مباشرة بعد تعيينه وزيرا للخارجية والتعاون وتشخيصه لما تعاني منه من عراقيل وصعوبات، انتقل سعد الدين العثماني الطبيب النفساني إلى الميدان لتجريب وصفته عساها تعيد التوازن لسياسة المغرب الخارجية وتحقق الطموح في تأييد قضاياه واستعادة اشعاعه الخارجي في القارة السمراء. بالموازاة مع انعقاد مؤتمر الإتحاد الإفريقي بأديس أبابا الذي فشل أمس في انتخاب رئيسه، جمع وزير الخارجية والتعاون حقيبته منذ يوم السبت المنصرم نحو أثيوبيا. هناك بدأ زيارة عمل ليس للمشاركة في مؤتمر الإتحاد الإفريقي الذي انسحب منه المغرب ما يقارب الثلاث عقود، بل للقيام باتصالات مع العديد من رؤساء حكومات ودول القارة السمراء لحشد التأييد لقضية الوحدة الترابية للمملكة وأيضا بحث سبل التعاون الثنائي مع تلك الدول واستعادة ريادته بين الدول الإفريقية. وبينما كان وزير الخارجية سعد الدين العثماني يفاوض لتقوية العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول الإفريقية، سعى الرئيس التونسي السيد منصف المرزوقي الذي يحضر القمة ال18 لرؤساء الدول والحكومات بالاتحاد الافريقي، يعيد المياه إلى مجاريها في علاقة الإتحاد بالمملكة المغربية، وقال خلال افتتاح قمة الإتحاد المنظمة تحت شعار «انعاش التجارة الافريقية البينية» يوم الأحد الأخير بأديس أبابا «إن الاتحاد الافريقي لا يستطيع الاستغناء عن بلد هام مثل المغرب»، مضيفا «إنه خلل كبير ينبغي تصحيحه»، وألح «على ضرورة أن تجد المملكة مكانها في هذه المنظمة». المرزوقي الذي من المنتظر أن يقوم من 6 إلى 11 فبراير المقبل بزيارات عمل إلى كل من الجزائر والمغرب وموريتانيا أكد أن «تفعيل الإتحاد المغاربي ضرورة ملحة، وأنه لا ينبغي أبدا أن تكون تسوية قضية الصحراء شرطا مسبقا لإعادة إحياء الإتحاد». أمس الإثنين أجرى سعد الدين العثماني رئيس بوركينا فاسو «بليز كومباوري»، تمحورت حول دور المغرب، كعضو غير دائم في مجلس الأمن الأممي, في الحفاظ على السلم والأمن والنهوض بالتنمية بالقارة الإفريقية. اللقاء تقرر فيه «عقد اجتماع بواغادوغو قبل نهاية السنة الجارية لمجلس الأعمال الذي يضم القطاع الخاص في البلدين، فضلا عن اللجنة المختلطة للتعاون» حسب وكالة المغرب العربي للأنباء. وزير الخارجية أشاد، في تصريحه للوكالة، بدعم الرئيس كومباوري لمقترح المغرب بشأن إعادة تنظيم مجموعة دول الساحل والصحراء لجعلها في مستوى التحولات التي تجري بالساحل، فضلا عن حضور المملكة في المنطقة لمحاربة التهريب بجميع أشكاله، وقال العثماني «إن بوركينا فاسو تعتبر عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ضرورية وتقترح القيام بدور في هذا الشأن». وأول أمس الأحد كان سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون في ضيافة رئيس جمهورية الكونغو «دينيس ساسو نغيس»، اللقاء ان مناسبة لبحث مواضيع ذات الإهتمام المشترك وخاصة ملف الوحدة الترابية للمملكة. رئيس الكونغو بدوره ثمن عاليا الدعم الذي ما فتئت المملكة تقدمه لبلاده في عدة مجالات، وتم الإتفاق على تفعيل المشاريع واتفاقيات التعاون المبرمة بين الطرفين. يوم وصول سعد العثماني الذي يرافقه فد يضم بالخصوص علي عاشور مدير ديوانه وعبد اللطيف بندحان مدير الشؤون الإفريقية بالوزارة، وإيماني يوسف المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، التقى برؤساء دولة البنين «يايي بوني» ورئيس غينيا الاستوائية «أوبيانغ نغيما مباسوغو»ورئيس الغابون «علي بونغو»، والتقى برئيسي دولتي كينيا وجيبوتي. الوزير أكد لهما على أن «المغرب عازم على تعزيز علاقات التعاون الممتازة التي تجمعه ببلديهما في المجالين السياسي والاقتصادي» حسب تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. مشاريع عديدة تم التباحث بشأنها وخاصة منها «الكهربة القروية واحداث خط جوي مباشر بين الدارالبيضاء ونيروبي»، إلى جانب التباحث «الدور الهام للمغرب، كعضو غير دائم في مجلس الأمن، في الدفاع ونصرة القضايا العادلة للقارة الافريقية معربا عن ارتياحه لدعم كينيا وجيبوتي للوحدة الترابية للمملكة». أولى الثمار التي سيقطفها سعد الدين العثماني ، كانت هي الإعلان عن احتضان المغرب في يونيو المقبل الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الخارجية لتجمع بلدان الساحل والصحراء التي تضم 28 بلدا افريقيا، وتم إحداثها يوم 4 فبراير 1998 في طرابلس بليبيا، عقب القمة التي جمعت رؤساء بلدان ليبيا, ومالي, والنيجر, والسودان وتشاد. وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن «المغرب اقترح بأن يكون ضمن لجنة إعادة التنظيم، هو بعث دينامية جديدة لهذه المنظمة الدولية».