أعطت زيارة العمل التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني ما بين 28 و30 يناير الماضي، لإثيوبيا دفعة جديدة للدبلوماسية المغربية التي تعد فاعلة ومؤثرة لوضع المملكة في المكانة المتميزة التي تستحقها على الساحتين الإقليمية والدولية. وأعطى العثماني، من خلال مباحثاته مع عدد من رؤساء الدول ووزراء الخارجية الأفارقة، دينامية جديدة لعلاقات المغرب مع هذه البلدان، وأبان من جديد على أن المملكة تعتبر مدافعا مستميتا عن القضايا الإفريقية النبيلة وفاعلا كبيرا في مجال النهوض بالتعاون جنوب-جنوب الذي ما فتئ يدعو إليه جلالة الملك محمد السادس. وقد تم استقبال العثماني من قبل رؤساء كل من البنين، يايي بوني، وغينيا الاستوائية، أوبيانغ نغيما مباسوغو, والغابون، علي بانغو، والكونغو، دينيس ساسو نغيسو، والكوت ديفوار، الحسن وتارا، وبوركينا فاصو، بليز كومباوري، واتحاد جزر القمر إكيليلو ظوانين. كما تباحث الوزير مع وزراء خارجية هاته البلدان ووزراء خارجية مصر وإثيوبيا وكينيا، وجيبوتي. وخلال هذه المباحثات أبرز رؤساء الدول والدبلوماسية الأفارقة دور المغرب كعضو غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن والنهوض بالتنمية في القارة الإفريقية. وأشادوا بالجهود القيمة التي ما فتئت المملكة تبذلها لإعطاء محتوى ملموس لتعاونها مع بلدانهم بفضل عدة مشاريع تنموية تهم مختلف القطاعات. وسجلوا أن المغرب، سواء تعلق الأمر بالكهربة القروية وتكوين الأطر وإقامة خطوط جوية جديدة أو النهوض بالفلاحة واستقبال الطلبة الأفارقة والسكن الاجتماعي وتقديم المساعدات الإنسانية، كان حاضرا باستمرار وقام بمبادرات جديرة بالثناء لفائدة إفريقيا والأفارقة. كما أجمعو على دعم الوحدة الترابية للمغرب وجهوده الجدية الرامية إلى إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء، معبرين عن أملهم في عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي لوضع حد لبلقنة إفريقيا والدفاع بشكل جيد عن مصالحها داخل المحافل الدولية. وشكلت زيارة العثماني لأديس أبابا التي تميزت بالفعالية مناسبة للمسؤولين الأفارقة للتعبير عن دعمهم لمقترح المملكة المتعلق بإعادة تنظيم تجمع الساحل والصحراء من أجل تمكين هذه المنظمة من مواكبة التحولات الجارية بالمنطقة. وأكدوا في هذا السياق أن حضور المملكة بمنطقة الساحل والصحراء مفيد لمواجهة التهريب بكل أشكاله. تجدر الإشارة إلى أن المغرب سيحتضن في يونيو المقبل الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الخارجية لتجمع بلدان الساحل والصحراء. وكان العثماني قد قال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن «تجمع الساحل والصحراء منظمة في حاجة إلى إعادة التنظيم، والمغرب، من خلال استقبال الاجتماع الاستثنائي للمجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الخارجية، اقترح بأن يكون ضمن لجنة إعادة التنظيم».