تواصل موجة الإعتداءات زحفها داخل المؤسسات التعليمية من خلال سفك دماء مربي الأجيال أمام أعين التلاميذ ، وهي وضعية أضحت جد مقلقة يُخشى أن تتحول معها مدارس ومعاهد التعليم إلى مرتع لإنتاج الفواجع والإجرام. في هذا السياق عرفت مدرسة حمان الفطواكي الابتدائية بحي أمحيريش ببلدية كلميم حادثة مقتل أستاذ (38 سنة) يدرس بالمستوى الثاني على إثر توجيه طعنات بواسطة سكين على يد زميل له يدرس بالمستوى الأول ابتدائي، وذلك يوم 14 يناير 2013 ، حيث توفي الضحية في الحال ونقل جثمانه إلى المستشفى الإقليمي بكلميم، في حين اعتقل المشتبه فيه، وتجهل لحد كتابة هذه الأسطر أسباب هذا الاعتداء الذي استدعى تنقل عدد من المسؤولين إلى عين المكان. وهكذا تتوالى الاعتداءات الى حد القتل داخل الفضاء التربوي، إذ سجل أخيرا إقدام تلميذ على ذبح أستاذه بسلا، وقتل آخر بنفس المدينة، وضرب ولي تلميذ لمعلمة بسيدي يحيى مما أدى إلى إجهاضها إضافة الى ضرب مدير مدرسة بسطات. وقد خلفت هذه الحوادث المؤلمة والمؤسفة أضرارا كبيرة للضحايا وذويهم، واعتداء على حرمات المؤسسات، بل أصبحت التخوفات من أن يتحول فضاء التعليم إلى ما كنا نشاهد من إجرام في أفلام أمريكية داخل مؤسسات تعليمية، وهو ما ينذر بخطر محدق يستدعي تدخل عدة أطراف قبل أن يستفحل الأمر في ظل تفشي مظاهر العنف.