توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن تتزايد قيمة الفحم خلال السنوات العشر المقبلة ليصبح أهم من النفط وذلك إذا لم يحدث تغير جذري في سياسة الطاقة الخاصة بالدول الكبيرة مثل الهند والصين التي أصبحت على أعتاب اللحاق بالدول الصناعية الكبرى. وقالت رئيسة الوكالة ماريا فان هوفن في هانوفر إنه إذا لم يحدث هذا التغير فإن ذلك من شأنه أن يجعل الفحم أهم مصدر للطاقة خلال عشر سنوات. وأشارت فان هوفن إلى أن الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي يتراجع فيها الطلب على الفحم في الوقت الحالي لصالح الغاز الذي تزايد اللجوء إليه كمصدر للطاقة ذي انبعاثات أقل وبسعر أقل بالإضافة إلى توفره وعدم تعرضه لمخاطر توريد كبيرة. واستقر خام برنت فوق 108 دولارات للبرميل خلال الثلث الأخير من شهر ديسمبر 2012 مستمدا الدعم من تحسن التوقعات الاقتصادية للصين أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم، وربما تدفع هذه الأسعار المرتفعة المتعطشين للطاقة إلى البحث عن وقود أرخص، بغض النظر عن نسبة التلوث التي يسببها. وكانت أسواق السلع الأولية قد حققت أقوى مكاسبها في الأسبوعين الأولين من شهر ديسمبر بقيادة أسعار النفط حيث أظهرت البيانات نمو القطاع الصناعي الصيني في ديسمبر بأسرع وتيرة له في أكثر من عام مما عزز الاعتقاد بأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يسترد قوته. وتوقعت الوكالة في تقريرها تزايدا في الاستهلاك العالمي للفحم حتى عام 2017 بواقع أكثر من 500 مليون طن سنويا لينافس النفط في الأهمية خلال خمس سنوات. وأشار معدو التقرير إلى أن الدول النامية والدول الصاعدة هي الأكثر استهلاكا للفحم. وكانت ألمانيا حسب التقرير أكثر مستورد أوروبي للفحم في الآونة الأخيرة. وتحتل ألمانيا المركز الأول على مستوى العالم في استهلاك الفحم. ورجح معدو التقرير أن يكون انخفاض أسعار الفحم مقارنة بالغاز وراء تزايد استهلاكه عالميا بعد فترة من العزوف عنه.