شنت العديد من وسائل الإعلام وبعض النشطاء في هولندا هجوماً لاذعاً على الجالية المغربية الكبيرة في هذا البلد الأوروبي، في أعقاب مقتل الحكم المساعد ريتشارد نيوفينهوزين، خلال مباراة لكرة القدم في دوري الهواة، على يد ثلاثة فتية تنحدر أصولهم من المغرب. وتعيش هولندا على وقع حادث مصرع نيوفينهوزين، الذي توفي بعدما تعرض للدهس والركل من بعض اللاعبين خلال مباراة جمعت فريقي بويتنبويز في ألمير ونيو سلوتن، حيث نقل إلى المستشفى في أمستردام، وأُعلن لاحقاً عن وفاته متأثراً بالجراح الخطيرة التي تعرض لها. وكشفت بعض وسائل الإعلام الهولندية أن من تورط في الاعتداء على الحكم المساعد، هم ثلاثة لاعبين ينحدرون من أصول مغربية، ولا تتجاوز أعمارهم السادسة عشرة، وقد تم حبسهم فيما بعد وتوجيه تهمة "القتل غير العمد" لهم. وفتح الحادث المأساوي الباب واسعاً على قضايا وإشكاليات اجتماعية قديمة في هولندا التي تحتضن جالية مغربية كبيرة، حيث نادت بعض الأحزاب والجهات بالعمل على الحد من استقبال المهاجرين، نظراً لكونهم المسؤولين عن النسبة الأكبر من الجرائم التي تُرتكب في هذا البلد. واستغل عضو البرلمان السابق والمعروف بتشدده خيرت فيلدرز الحادثة، للمناداة باتخاذ إجراءات صارمة تجاه المهاجرين، ومنعهم من دخول البلاد، وطالب عبر صفحته بموقع "تويتر" بتجريد الجُناة المغاربة من جواز السفر الهولندي وتقديمهم للعدالة لكي ينالوا العقاب الرادع. وشهدت ذات الموقع الاجتماعي المعروف سيلاً من التعليقات والمشاركات التي كان أغلبها منتقداً بشكل حاد للجالية المغربية والعربية بشكل عام في هولندا، وسط دعوات لحساب عسير للاعبين الثلاثة، فيما ذهبت بعضها إلى حد المطالبة بطرد جميع المغاربة والمسلمين من البلاد. وخلّف الحادث حالة من الحزن الشديد في هولندا وفتح الباب أمام مناقشة ظاهرة التعصب الرياضي الذي ازدادت نسبته في الآونة الأخيرة، وتسبب قبل فترة وجيزة بمقتل أحد المشجعين، في وقت أعلن الاتحاد الهولندي لكرة القدم تعليق جميع مباريات بطولات الهواة حتى إشعار آخر. ومن جانبه، أعلن نادي ألمير ونيو سلوتن، الذي ينتمي إليه اللاعبون المغاربة شطبهم تماماً من سجلاته، بالإضافة لإيقاف جميع أنشطته الرياضية بشكل مؤقت احتراماً لعائلة الحكم القتيل، وهي خطوة لاقت ترحيباً من الاتحاد المحلي، الذي كان قد أنذر النادي سابقاً بسبب تكرار حوادث العنف في مبارياته. وبحسب إذاعة هولندا العالمية فإن ما وقع للحكم البالغ من العمر 41 عاماً وضع الجالية المغربية التي يقّدر عدد أفرادها بنحو 300 ألف شخص، في حرج شديد، دفع بعضهم لوصف اللاعبين المتورطين ب"الأوباش"، مؤكدين أنهم لا يعبرون عن عموم أبناء الجالية، مع التشديد على أهمية تنظيم لقاءات وفعاليات لمعالجة أسباب ظاهرة العنف بين الشباب.